تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
العالم في مواجهة كورونا ... هذا الوباء غير المنظور بالعين المجرَّدة، نكاد أن نقول أنه "ركَّع" العالم ولم يعد هناك من كبيرٍ أو صغير قادر على الوقوف في وجهه ...
أقوى الدول رَضَختْ وصار جُلَّ اهتمامها أن تخفف من الإصابات لديها، فهو ليس فيروسًا جديدًا فقط بل أنه في كل يوم تظهر له عوارض جديدة ومن أحدث العوارض التي بدأت تظهر على المصابين في أوروبا: فقدان حاسة الشم وفقدان حاسة تذوق الطعام، والله يستر ماذا سيظهر من عوارض جديدة .
دول العالم احتاطت من أجل مصلحة شعوبها، وهناك شعوبٌ تحاول ان تحتاط من غدر دولها بها، والمثال الثاني هو حال لبنان، فماذا عن المثال الأول بدايةً :
برلمان كندا سيجتمع اليوم الثلاثاء لإقرار قانون طوارئ الفيروس ويشمل 82 مليار دولار لمساعدة الناس ومنها 2500 دولار منحة فورية لكل مَن خسر عمله، وقرض 5000 دولار لكل عائد إلى كندا وأحواله سيئة، ومساعدة المتضررين من إجراءات الدولة كالإقالة وغيرها فتدفع الدولة إيجارات المنازل ونفقات الماء والكهرباء وتتساهل المصارف في استحقاقات القروض الشخصية.
***
في لبنان إجراءات "تهبيط حيطان" على المواطنين، وتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، "وعيشوا عالخبزة والزيتونة" ...
في لبنان تكتفي السلطة بحظر تجول ذاتي، فمتى كان المواطن يطبِّق هذا النوع من القرارات؟ عجيب! ولا تكتفي بذلك بل تبدأ تهوِّل عليه من خلال ما تُحضِّر له من مشاريع هي أقرب إلى المقصلة التي تقطع عنقه، بدل ان تكون السلطة حاضنة للمواطنين .
***
السلطة ، بالتكافل والتضامن مع "بروفسور الجمعية" و"مهندس توزيع الأرباح"، لا تكتفي "بالحجر" على أموال المودعين بل تحاول "قوننة الحجر" من خلال "اعتقال الودائع لأربع أو خمس سنوات" وخلال هذه الفترة لا يحق للمودِع ان يسحب من أمواله اكثر من حفنة من الدولارات، بينما أموال عادمي الضمير تسّرح وتمّرح في الخارج.
لكن في المرصاد هناك معترضون كلياً، ففي مقابل "حقل الإختبار" الذي يُجريه وزير المال على المواطنين من خلال المقابلات التي يجريها والتي يتحدث فيها عن احتمالات "الكابيتال كونترول" و"الهير كات"، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري رداً على سؤال حول موقفه من اقتراح "كابيتال كونترول" المطروح على مستوى الحكومة، إن:
"هذا الموضوع غير وارد عندي لأنه مخالف للدستور ويسيء للمودعين ."
***
أصوات أخرى لشخصيات مصرفية بإمتياز صاحبة ضمير وتضع مصلحة المودِع فوق أي اعتبار، ترفض الطروحات القائمة، نذكر منهم المصرفي الاقتصادي بإمتياز مروان خير الدين الذي غرَّد جهارًا بأن افكارًا وخططًا لوزراء ومسؤولين عن طرقٍ لاستعمال أموال المودعين عبر haircut أو صندوق استثمار أو رسملة المصارف
كلها مخالفة للدستور والقوانين والمنطق والأخلاق، وأي منها إن طُبق سيكون نهاية لاقتصاد لبنان وضربة قاضية لكل من تعب وأنتج في لبنان وبلاد الاغتراب خلال الـ ١٥٠ سنة الماضية.
ويرفع خير الدين وتيرة الرفض من خلال قوله: "على الدولة والسياسيين والمصارف ايجاد الحلول المناسبة (وهي ليست بصعبة ان وجدت النية الطيبة)
دون المس بأموال المودعين وجنى عمر أي منهم،
ليبقى لبنان منارة الشرق وكي لا يصبح نوّاصة غير قادرة على الإنارة على مستقبل واعد لأولادنا".
***
أيها المسؤولون، إقرأوا هذا الكلام جيدًا، فمن كلام رئيس السلطة التشريعية، إلى كلام الصديق مروان خير الدين، إن أي خطوة متهوِّرة...
ستجعل الشعب اللبناني يهب ضدكم، فكورونا لن تستمر، ولا تراهنوا على حجر الناس في بيوتهم لتحجروا على أموالهم في المصارف وتقتطعوا منها.