تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " أكرم كمال سريوي "
كل شيء في العالم تغير .
الأطباء الصينيون في ووهان يزيلون أقنعتهم رسميًا، والسلطات تعلن أنه لم تعد هناك من حاجة الى المستشفيات المؤقتة في ووهان، فاليوم لا يوجد مرضى جدد.
في حين تُعلن منظمة الصحة العالمية وباء كورونا كجائحة، وتُغلق عدة دول حدودها، كإيطاليا والولايات المتحدة وغيرها، ويؤكّد القادة الأوروبيون أن مكافحة الوباء "بدأت للتو"، وأُلغيت المؤتمرات وأقفلت المدارس ودور السينما وعُلّقت النشاطات الجماعية في جميع أنحاء العالم، وألغت شركات الطيران معظم رحلاتها .
تهاوت أسواق المال العالمية. فانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500 » أكثر من 100 نقطة، أي 4٪، في حين خسر مؤشر ناسداك ما يصل إلى 289 نقطة، أو أكثر من 3٪. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1100 نقطة، وتجاوزت حالات الإصابة بالفيروس التاجي المؤكد في الولايات المتحدة 1000 شخص. وتنتظر الأسواق العالمية خطة دونالد ترامب لتحفيز مكافحة الوباء. ووفقاً للبنك الأسيوي فأن الخسائر المالية قد تصل الى ٣٤٧ مليار دولار .
لقد اجتازت الصين اختبار الإجهاد، ونجت من الكارثة، في حين ما زالت دول العالم تُكافح للحد من انتشار الوباء وتحاول التقليل من الخسائر .
بالنسبة للصين، هذا ليس انتصارًا للطب، إنه في الحقيقة انتصار للنظام. هذا النظام الذي تمكن من إغلاق ما يقارب ثلث الصين ووضعه في الحجر الصحي، وأوقف الإنتاج والنقل وجنّد كل الطاقات لمكافحة الوباء. الصينيون الذين عاشوا حالة هجوم عالمي هائل عليهم ومعلومات مفادها أن "الجميع يكذب علينا وأن كل المصابين يموتون".
كان من المفترض أن تنهار الصين تحت وطأة الفيروس التاجي وتأثيره على الاقتصاد. لكن القيادة الصينية تبين أنها تملك اعصاب فولاذية، ووسادة مالية ضخمة.
أكدت السلطات في الصين دورها القادم وتفويضها السماوي للحكم. والآن، وبهذا التفويض، وفقًا لتقاليد الثقافة السياسية وتاريخ الأمم، ستطلق الحكومة شركة "لاستعادة" النهوض الاقتصادي. ومن الواضح أن النجاح سيكون حليفها .
إشترت الصين معظم المصانع الأجنبية على أراضيها وفي هونغونغ واستفادت من أسعار النفط المنخفضة، مما سيسهل الانتعاش الاقتصادي. وهي الآن مستعدة لتصدير طرق علاج الفيروسات التاجية، حيث نجحت في اختبارها بمفردها وعرضتها بالفعل على إيطاليا وكوريا الجنوبية. إنها مستعد لإعادة تأهيل التجارة العالمية. وفجأة ستصبح الصين جزيرة الاستقرار والأمان في حين يعيش العالم جنون الأمراض العالمية والصدمات الأقتصادية. فهل من دبّر "نظرية المؤامرة" هذه ؟ .
من بدأ كل شيء يبدو الآن انه يُنقذ العالم كله من المصيبة. وسيظل العالم ممتنًا للصين التي هزمت فيروس كورونا. وسيعود الأنتعاش الى الأقتصاد العالمي وفقاً لتقديرات الخبراء الصينيين، مع الربع الثالث لهذا العام. لكن العام القادم، هو عام المارد الصيني، الذي سيجعل العالم يسير وفق عقارب ساعة بكين.