تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كل ما نسمعه ونقرأه ونتابعه في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية هو ان على اللبنانيين ان يضحوا كثيراً في الأشهر والسنوات المقبلة وان عليهم ان يعتادوا على نمط جديد من الحياة وأشكال جديدة من العيش ستكون مؤلمة في يومياتهم...
نعم هذا هو لبنان الجديد الآتي والتاريخ سيكتب عن تجارب فنزويلا والارجنتين واليونان وقبرص وإسبانيا... وعن لبنان.. لبنان الفريد في إضاعة الفرص حتى فرصة تفاوضه على إعادة هيكلة ديونه... لن ندفع سنداتنا للخارج صحيح والحديث عن شطب جزء من هذه الديون يبدو فيه الكثير من السذاجة لاننا هنا لسنا أمام دول أقرضتنا انما أمام مؤسسات وصناديق خاصة يعيش بعضها على جثث الدول وعلى استخفاف وإهمال مسؤوليها وقياداتها..
***
وطبعاً ما دمنا لن ندفع سنداتنا للخارج بإنتظار تفاوض قد يحصل وقد لا يحصل على وقع خفض التصنيف وعلى وقع تنفيذ الحجز على مؤسساتنا في الخارج.
كيف سندفع سنداتنا المستحقة للمصارف اللبنانية وهذه المصارف كيف ستستمر إذا لم تدفع لها الدولة مستحقاتها وبدورها كيف ستدفع للناس من ودائعها وما قدرتها على الإستمرار؟
من هنا ألسنا أمام واقع جديد له علاقة بقطاعاتنا المالية والنقدية وحتى التجارية؟ كيف نفتح اعتمادات للخارج ومن الذي يفتحها ومن أين نأتي بالعملات الأجنبية لنؤمنها.
سمعنا كلاماً عن تعزيز قطاعات الانتاج من صناعة وزراعة وغيرها حتى نخفف العجز في ميزان المدفوعات متى وكيف وهل الأمور اليوم بهذه السهولة؟ هذا الأمر يلزمه سنوات تماماً كما انتظار النفط والغاز من البحر... فهل بإمكان الناس الإنتظار؟
وهم ولدوا في الحرب وكبروا في الحرب وحرموا في زمن التقشف والافلاس وعليهم ان ينتظروا بعد....!!
***
الحكومة تعلن انها بصدد برنامج اقتصادي انقاذي... ولكن مؤلم؟؟؟ السيناريو معروف:
زيادة على تعرفة الكهرباء التي ستنقطع أكثر وربما لن يكون بمقدور مولدات الاحياء تلبية ساعا ت التقنين التي ستبدأها الدولة للنقص في الفيول ولإرتفاع الأسعار من جهة ثانية.
في السيناريو أيضاً: الزيادة على صفيحة البنزين وهذه وصفات صندوق النقد الدولي المعروفة... سيختصر الناس تنقلاتهم ولن تأتي النتيجة الموعودة بالكثير على الخزينة.... ستتراجع عائدات الرسوم الجمركية نتيجة تراجع الإستيراد وسيزداد العجز في موازنة الدولة.
وبإنتظار بناء معملي التغويز وتلزيم معامل الكهرباء سيستمر النزيف قائماً...
في السيناريو أيضاً رفع رسوم TVA على السلع الكمالية.... أي سلع كمالية والناس الفقراء كما الأغنياء سيكتفون بشراء المتيسّر لهم للأكل والشرب؟ فما هي عائدات الـــ TVA إذا طالما لن نستورد الكماليات من سيارات وألبسة أو ربما لن يكون هناك زبائن لها؟
***
في كلام رئيس الحكومة تلميح عن HAIRCUT قريباً لا يشمل أموال صغار المودعين... يعني عملياً المس بأموال من ائتمن لبنان والمصارف اللبنانية في يوم من الأيام ليكون باباً لإستثماراته؟ فكيف ومن سيثق بعد اليوم ليضع أموالاً في المصارف اللبنانية وهو يعرف انه في لحظة قد يقتطع من أمواله عشرون أو ثلاثون بالمئة؟
هل من ضرورة بعد لمهلة المئة يوم التي أعلنها رئيس الحكومة لإنقاذ لبنان وهو أعلن افلاس لبنان عملياً؟
1- ألسنا في عزلة مالية دولية وخليجية بعد اليوم؟
2- من سيقُرض لبنان بعد اليوم في إنتظار مفاوضات ما؟
3- هل إمكانيات الإستيراد ستكون متاحة بعد التوقف عن الدفع وبعد التصنيف المرتقب في ساعات، الى درجة D وهو سيجعلنا في أدنى مرتبات الدول الفاشلة؟
4- في الكواليس أيضاً تحضير لقانون يشرّع الكابيتال كونترول وهو مشروع ستقدمه الحكومة وسيقره مجلس النواب قريباً جداً، بعدما أعطى الرئيس بري الضوء الأخضر عليه... صحيح أن هذا القانون يحمي المصارف والدولة اللبنانية من الدعاوى القانونية ولكن أليس حجزاً اعتباطياً لأموال الناس الذين نقلوا استثماراتهم وأموالهم ومدخراتهم بعضهم من خارج لبنان بعد تعب سنوات.
5- أو البعض منهم من كبار المستثمرين العرب والأجانب... فهل يحق لنا حجز أموالهم؟ ومن سيرسل قرشاً بعد اليوم الى لبنان يعرف انه قد يتم حجزه لسبب من الأسباب؟
***
ماذا فعلنا ببلدنا؟ وماذا نفعل به؟ ومن نخدم؟ أعداء لبنان أم حلفاءه؟ ألا ننحر أنفسنا.
من المستفيد من انهيار النظام المصرفي اللبناني ومن الذي يريد زعزعة ما تبقى من ركائز النظام الاقتصادي الحر؟ على قاب قوسين أو أدنى كنا أمام محاولة تأميم للمصارف الى ان استدركنا الأمر لنذهب في الوقت عينه الى رفع السرية المصرفية وهي ميزة أعطت لبنان قيمة مضافة في الشرق الأوسط، ليرفعوا السرية لن نجد واحدٍ من الطبقة السياسية معه ليرة وهل سنرفع السرية عن الأموال المنقولة؟؟
***
للأسف اليوم يضيع كل شيء.. لن نبني دولة تليق بإصلاح شبابها وثوارها ولن نحافظ على أرثٍ أخذناه عن جدارة فإذا بنا نفرّط به بجشعنا.
شكراً لكم لأنكم أخذتمونا الى الجوع...
و"نفدتُم" بتحويل أموالكم...