تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وأخيراً... اكتشف أهل السلطة أن زمن المماطلة قد انتهى. وفي الحقيقة، وقع الشعب اللبناني في الفخ.
لطالما رفَعْنا الصوت محذِّرين: البلد طائرةٌ تخطفها الطبقة السياسية الفاسدة، وسقوطها سيودي بالركاب... ولا نعتقد انهم يتأذون إذ انهم مرتاحون على وقتهم وأموالهم في الخارج أيضاً. لكن المكابرة كانت تمنع من سماع أي كان...
اليوم، يتخبَّط الوطن: رجال السلطة مع رجال القضاء ورجال المال والمصارف… والكلّ يتّهم الكل.
***
هل نصدّق. لو كان الوقت يسمح لهم بمزيد من إضاعة الوقت لفعلوا. لكن 9 آذار داهمهم. وفي ربع الساعة الأخير، أُجبِروا على القرار.
نحن لسنا خبراء في المال لنقول ما إذا كان الأنسب تسديد سندات "اليوروبوندز" بالكامل أو جزئياً، أو التأجيل وهيكلة الدين. فحتى الخبراء مختلفون على ذلك.
لكننا خبراء "بكم"، بهذه الطبقة السياسية، ونعرف العطل الذي أوصلنا إلى الخيارات الكارثية: إنه فسادكم… وبالجملة منذ سنوات!
***
ألم "يترجّانا" الفرنسيون منذ مؤتمر "سيدر" لننجز الإصلاحات، ويساعدونا بـ11 مليار دولار، فتعاطينا معهم بجهلٍ وتجاهل؟
ألم يستمرّ منطق الصفقات والتلزيمات، من دون أدنى مقومات الشفافية، على رغم كل النصائح والتحذيرات؟
ألم تَسكتوا عن الأموال المهرّبة قبل 17 تشرين الأول وبعده، وعن الأموال المنهوبة منذ عقود، من أهل "فاسدي الفساد"؟
وأخيراً، ألم تستعينوا بوفد صندوق النقد الدولي، ثم أخفيتم عنه الأرقام والحقائق، وأطلقتم عليه حملة التخوين، فعاد إلى قواعده خائباً...
***
الوطن لبناننا نحن على سرير الموت، وها هي لحظة انكشاف الوجوه وظهور الحقيقة. وأول حقيقة هي أنكم خفتم وتخافون وستخافون من الإصلاح كما تخاف النار من الماء…
فكم هو مهين للبنان أن يجد خبراء الصندوق مسؤولين يخفون الحقائق، وشعباً بقي ساكتاً ولم ينتفض منذ عقود!
وأي تخدير كان يصيب القضاء ومؤسسات الرقابة والمحاسبة طوال سنوات وسنوات؟
وحسناً أن انتفاضة 17 تشرين الأول قد انطلقت، ولو متأخرة وننتظر ما المستجدات.
***
لم يعد أحد يصدّق حرصكم على مصلحة الوطن لبنان وشعبه الأصيل ولقمة الفقراء. نكرر للمرة الألف فأموالكم آمنةٌ مطمئنةٌ محوّلة الى الخارج، وأنتم مرتاحون على وضعكم في الداخل… وتدّعون انكم مع الشعب الثائر.
***
أياً يكن القرار اليوم، حول سندات "اليوروبوندز"، فالواضح أن مرحلة "الوجَعْ المُضني" التي يبشّرنا بها المسؤولون منذ أشهر قد آن أوانها.
أما الدكتور حسّان دياب ووزراؤه "التكنوقراط"، بمعظمهم أوادم ونياتهم طيّبة،
ولكن، هذا شيء وإنقاذ الوطن لبناننا نحن شيء آخر تماماً.
وفي الأيام الأخيرة، كان واضحاً أنهم متوترون جداً ويوزّعون الاتهامات بالعرقلة يميناً ويساراً. وقد نفهم لماذا؟
لا سمح الله الوضع السائد "سيتدهور" تحت تأثير العاصفة الهوجاء الآتية... منكم يا أهل الهدر والفساد.