تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- اكرم كمال سريوي
ولى زمن التضليل والتصفيق لكل ما يقوله المسؤول، وانقضى عهد الأملاءات، وتكبيل الاعلام او احتكاره. واصبح الاعلام المعاصر، يستمد رصيده من مصداقيته وتجرده واستقلاله ، وليس من كونه مروّج اكاذيب مدفوعة الأجر، او منبراً للدعاية والإعلان، لحزب او لشخص معيّن .
أصبحت المواقع الالكترونية، تجذب جيل الشباب، لعدة أسباب أهمها: سرعة وسهولة الوصول الى الخبر، وإمكانية كشف حقائق لا توفرها وسائل التواصل الاخرى، فالصحيفة الالكترونية بين يدي القارىء بالمجان، في اي مكان وزمان، تلبي حاجته وتلائم راحته واختياره. وباتت تلغي دور الصحف الورقية، وحتى لم نعد بحاجة الى التسمر امام شاشة التلفاز، لسماع الأخبار، او متابعة اي جديد، فكل شيء ممكن على صفحات المواقع الالكترونية .
لعبت الثائر منذ انطلاقتها، دورها بكل شفافية واستقلالية، من الخبر الصادق، الى التمويل الذاتي، والتزمنا ميثاقاً أخلاقياً، بقول الحقيقة، والابتعاد عن لغة التجريح او الإهانة، او تلفيق واختلاق الأخبار. ورفضنا ان تتحول الثائر الى بوق إعلامي، يبث الدعاية لأي طرف، او منصة هجوم ضد طرف آخر. وكون الحقيقة تجرح، فقد ازعج موقعنا بعض الجهات، التي لا تتقبل الرأي الآخر، او المجاهرة بالحق، كونها اعتادت ان تسمع وتكتب ما تريد أخباره للناس، وما يخدم مصالحها فقط، مهما كان مجافياً للحقيقة.
تعرض موقع الثائر الى محاولات إغلاق، وهجوم إلكتروني مبرمج، من جنود الاعلام الأسود، الذين يسمعون بأذن واحدة، ويرون بعين واحدة، رغم ان الله خلق للأنسان، إثنتين إثنتين، ويتكلمون بعدة السن، رغم وجود لسان واحد لديهم .
ولا نستغرب هجومهم طبعاً، ولا انزعاجهم، فنحن نعلم ان الاستقلالية وقول الحقيقة يزعجهم، ولكننا واثقون من محبي الثائر، وعشاق الحرية والحقيقة، الذين لم ولن يتخلوا عن الثائر .
رفعت الثائر قبضة التحدي منذ انطلاقتها، وأصبحت بسرعة قياسية من اهم الصحف الالكترونية في لبنان، وحتى على صعيد الشرق الأوسط، ومع انطلاق الثورة، اصبح شعارها رمزاً لثورة لبنان، في وجه الفساد والمفسدين. وكنا فد أنذرنا السلطة، التي راحت تتسلط على لقمة عيش الفقراء، وتمد اليد الى جيوبهم، بأن الثورة قادمة، وهذا ما حصل،
وما زلنا نواكب صرخة الشعب ومطالبه يوماً بيوم .
لن نسأل لماذا الهجوم على الثائر، فنحن نعرف الأسباب. فكُثر هم الذين لا يريدون اطلاع الناس على الحقيقة، وكُثرٌ ايضاً الذين يريدون الغاء دور الثائر، بل ويخشون صعوده وانتشاره الواسع، الذي لم يعد محصوراً بمنطقة، او طائفة او حزب في لبنان، هذا البلد الذي يعاني من مذهبة كل شيء، حتى تحول معظم إعلامه الى منبر لبث وجهات نظر أصحابه، والتسويق لها، ومنصة لمهاجمة الخصوم، وبات عدد متابعيه محدوداً، فيما تخطت الثائر كل الحواجز، وانطلقت الى رحاب الوطن في كل أرجائه .
الاعلام مسؤولية اخلاقية ووطنية، ويلعب دوراً هاماً في بلورة الرأي العام، خاصة جيل الشباب، الذي يعشق الحرية، ويتوق الى التخلص من قيود بالية، أرساها النظام الطائفي في لبنان، ويؤمن ببناء الدولة العلمانية ، على أسس العدل والمساواة، ومبدأ الكفاءة، بدل المحسوبية والانتماء المذهبي، الذي يمثل ابشع أنواع العنصرية، والتمييز بين المواطنين .
ستستمر الثورة وستنجح في تحقيق مطالب الشعب، مهما طال الزمن، ومهما فعل اقطاب الطائفية والعنصرية، فالعالم تغيير، ولم يحد بالأمكان إيهام الناس، وسجنهم في نظام طائفي مقيت .
وستستمر الثائر مع كل المخلصين، منبراً للحرية، وكلمة الحق، وشعلةً لثورةٍ لا تنطفئ .
الثائر ... صحيفة إلكترونية مستقلة... إعلام لعصر جديد