تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون المحلية
من استمع أمس واليوم إلى الخطابات النارية فيما اللبنانيون باتوا على بُعدِ "رغيفين" من جوع وعوَز وفاقة، يدرك أن لبنان ماضٍ بخطى حثيثة واثقة نحو الكارثة الاقتصادية وانهيار آخر خط دفاع اجتماعي، وللتذكير ورفع المسؤولية هذه ليست إشاعة، ومن يصنف الأمر في خانة "فبركة" الأخبار ما عليه سوى مراجعة "عنتريات" جوقة الزجل من مختلف التيارات والإتجاهات السياسية، ليتأكد بــ "الخبز" اليقين وبلهب "البنزين" وشعلة "الدواء" الساطعة أن مستقبلنا كلبنانيين بات في يد هواة السياسة، والناس "فئران تجارب" في مختبر غير وطني خصوصا وأن الهوى غلاب وسط تراصف الفرقاء عند حدود ما تشتهيه الدول من الشرق الأوسط إلى الغرب القريب والبعيد وصولا إلى القطبين الشمالي والجنوبي.
وإزاء ما نحن عليه اليوم، ما علينا إلا أن ننتظر الأسوأ، ودائما في الوجهة عينها من سيء لأسوأ، ولا أسوأ اليوم أكثر من واقع مخفور بالأصفاد والسلاسل المذهّبة وغير المهذّبة بتناطح مذهبي قد يذهب بالبلد إلى مهاوي الفتن الغليظة، واقع مصادر بـ "عدالة" التوزيع الطائفي من قبل تجار الهيكل، وكأنه لم يبقِ لديهم سوى التهام لحمنا في سوق البيع والشراء، فوق الطاولة وتحتها، ومن على زواياها الأربع الحادة جدا.
لبنان لا يُساس بالقوة، نقولها ونرددها للمرة الألف، وسنرددها للمرة المليون، إن منطق القوة في لبنان وهمٌ وخيالات وترهات باطلة، قوة لبنان بتوافق قواه الطائفية طالما أن من يحكمنا زعماء الطوائف في نظام طوائفي، وهم يجرجرون ويسحلون فينا الإنسان ويهينونه من على ناصية مصالحهم والأهواء، ويحرموننا الحد الأدنى من إنسانيتنا الضائعة المضيَّعة بين زعيم وآخر، أما مستقبل لبنان الوطن فلا يتحقق بغير دولة مدنية وحدها تؤمن العدالة للمواطنين، بعيدا من نظام التحاصص و"الصيغة الفريدة"، وما يحتمل ذلك من وقوع فتن وسط صواعق تفجير قابلة للاشتعال بين خطاب وآخر، ولا من اتعظ ولا من يتعظ، فيما الكل يحث الخطى نحو الفتنة مستسهلا تبعاتها وما ستجر على اللبنانيين من كوارث وويلات.
بكل هذا "القرف الوطني" ندعو الجميع ليعودوا إلى رشدهم (وإن كنا نشك بذلك)، لبنان - المركب يغرق من دون الحاجة لإشاعة و"مؤامرة"، ثمة مؤامرة واحدة يتعرض لها لبنان من الداخل، من قوى سياسية أخذت على عاتقها ما عجز الخارج عن تحقيقه، على قاعدة أن الأقربين أولى بالتخريب، وإلى أن تصطلح الأمور، إن اصطلحت، نقول بضمير مرتاح ومن باب المؤكد خارج منظومة الشائعات المتوهمة إن لبنان في مهب الكارثة، فهل من يرعوي ويتفكر؟!