تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
كفى ادعاء وزيفا، أن تدافع عن رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب لا يعني أنك شفاف وصادق، وأن تكون منتميا لفريق هذا الرئيس أو ذاك، أو متماهيا مع فريق سياسي دون غيره، لا يعني أنك صافٍ وطنيا، كفى كل هذا الهراء والزهو والادعاء، أنت شأنك شأن كثيرين، مسؤول عما آلت إليه أوضاع البلد، ومسؤول أيضا عما ستؤول إليه حالنا بعد أعوام وأعوام، وأنت في الأساس مسؤول بالصدفة، وثمة صدف كأداء قاتلة، وها لبنان اليوم على درب الآلام، جلجلة جديدة نحن معها ضحايا نتلقى السياط، ولا يني الجلاد يغرز في لحمنا نصالا تدمي والدمع بحر والمدى سراب.
أنت بما أوتيت من جهل وانعدام رؤية تعيدنا إلى سابق موتنا، أشلاء لا من يجمعها، ولا من يداري منا الجراح والوجع، وما يميتنا أكثر، هو القهر حين تطل واعظا تحاضر بقيم غابت ومبادئ تخشبت وأفكار جافت وتفسخت، ولنا أن نسمع وننصت لـ "جواهر" تطل من فراغ التعصب، أعمى أو مبصرا، لا فرق، وإن كان لا تعصب يبصر ويرى، لكن هو الندم يستبد بالناس ولا يملكون حتى الصراخ، أو هم باتوا أوهى من أن تصدر عنهم نأمة، أدمنوا التصفيق حتى تخدرت فيهم العقول وتشنج الوعي وضاع الأمل في وهدة الخوف وعلى قارعة الضياع.
أنت برمزية الـ "أنت" تعني كل من باعوا الضمائر لموقع ومنصب، وغدوا بجدارة قل نظيرها أصناما تطيع أولي الأمر ولا تتفكر وتتبصر، وأنت تبقى أنت، وكما أنت خاضعا لضحالة الأمل وشحيح الأمنيات، فهل لنا أن نحلم ونرصد بصيص ضوء في حلكة الخوف والقلق؟ وهل لنا أن نبني بعض أمنيات وقد غارت عميقا في مسارب الهدر، كي لا نقول السرقة ومصادرة المال العام؟ وهل تبقّى لنا قليل من رجاء في أن نعلو ونتنفس نذرا يسير من كرامة يراد لها أن تضيع وتنقرض كرمى لعينيك؟
لا نريد إلا أن تنأى عنا وتتركنا لمشيئة الأقدار، واعلم أنك لست بواعظ، فأعرنا الصمت لوجه الله، ولا ننتظر منك إلقاء خطبة ولا ترتيل عظة، أنت لست بأكثر من خادم أساء الأمانة ورحت تبيع أوهاما، لا تدافع عن مقام الرئاسات، ولبنان لا ينهض مع "بوق" فيما كثرت الأبواق وهي تصم الآذان، فارحل الآن، أنت ومن باعوا الضمائر لموقع ومنصب!
أ