تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
تتفق معه أو تعارضه فالأمر لا يغير شيئا من أن الرجل حمل العبء الأكبر وحيدا يوم غاب السياسيون أو مارسوا السياسة بما أثقل الدولة ديْنا خارجيا وأفلس خزانتها على مدى أكثر من ربع قرن، وتحمل أكثر يوم عطلوا البلد وعرضوه لمخاطر جمة، فيما اليوم ثمة من يريده كبش فداء، نتحدث هنا عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهو يمثل قامة اقتصادية وطنية حظيت بتقدير العالم من الولايات المتحدة الأميركية إلى أوروبا والمنطقة العربية، لكن يبدو أن لبنان "يحرق" كباره، هذا تاريخنا منذ يوسف بيدس و"إنترا" إلى اليوم، وللأسف لا شيء إلى الآن تغير.
من يتابع بعض المواقف الأخيرة، ولا سيما ما يروج في بعض المجالس الخاصة يستشعر حجم الحقد من قبل بعض الأوساط السياسية على رياض سلامة، ولسبب بسيط، لأنه نجح حيث فشل الآخرون، أو حيث فشل الجميع، لا نكيل مديحا ولا نتقصد أكثر من التحذير بأن التعرض لحاكم مصرف لبنان اليوم دونه مخاطر، في وقت بات المطلوب واضحا، ألا وهو هندسة السياسة اللبنانية على غرار ما هندس رياض سلامة السياسة المالية طوال خمس وعشرين سنة.
لا يرى منتقدو سلامة من بعض السياسيين، وبينهم طارئون مستجدون، أن المصارف اللبنانية ظلت في منأى عن تداعيات الأزمة المالية العالمية بين عامي 2007 و2008، وما تزال ارتداداتها ماثلة إلى اليوم، وكل ذلك نتيجة الإدارة السليمة للقطاع المالي والإشراف على المصارف ومنعها من الدخول في مخاطر على نحو ما شهدته الولايات المتحدة وعرف وقتذاك بـ "الفقاعة العقارية"، واستحق أن يتم اختياره لأكثر من مرة واحدة كأفضل حاكم مصرف في العالم، فيما لا يرى بعض هؤلاء إلا بعين مصالحهم الخاصة وأهوائهم.
لا نقول إن حاكم مصرف لبنان معصوم عن الخطأ، لكن ما نحن عليه اليوم هو نتاج تراكمات سياسية وفساد لا علاقة لرياض سلامة به من قريب أو بعيد، وبحسب ما ذكر مصدر مسؤول يوم أمس فإن التصويب على حاكم مصرف لبنان أمر خطير ومَشبوه، وهدفه الضغط على الاقتصاد والليرة وافتعال مشكلة كبرى في البلد.
وفي مَا نشهد من مواقف تحاول النيل من رمزية الموقع، يبقى ما قاله غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس يوم أمس في بكركي أمس واضحا ولا يحتمل تأويلا إذ اعتبر أنه من غير المقبول التصويب على مصرف لبنان، برئاسة حاكمه!