تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
إذا كان المسؤولون في لبنان يطلقون مواقف يشكون فيها سوء الإدارة، وينتقدون أداء بعض مرافق ومؤسسات الدولة، فلمن يشكو المواطنون سوء الحال وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية؟ ومن يمسك بأيديهم فيما أهل الحل والربط يتذمرون وينتقدون ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها صراخا وشكوى؟
أجمل ما في هذه الصورة الساخرة أن السلطة تنتقد السلطة، سابقة لبنانية لا يشق لها غبار، وكل يوم نحقق رقما قياسيا في سوء التدبير، ولو أن "غينيس بوك" يعنى بمفاسد الدول لكان لبنان تربع على عرش المجد حاملا صولجان العزة والكرامة، ولكان على الأقل حقق سبقا تخطى من خلاله دول العالم مجتمعة ولو "بالمقلوب"، المهم أن نصل إلى العالمية، دأبنا "شوفة الحال ولو على خازوق"، وبذلك نعزز مكانة وأهمية هذا المثل الشعبي جدا، خصوصا وأنه يتخطى بعض أمراض السياسة إلى ترسيخ ما نحن عليه كلبنانيين، بعضنا لا يزال يرى أن الله خلقنا "وكسر القالب"، قولوا "اسم الله".
مناسبة هذا الكلام أن ثمة وزيرا "يمسح الأرض" بمن يتلكأون في مواجهة مهامهم، وآخر يريد محاربة الفساد وهو أحد صانعيه، وثمة أيضا مسؤولون ينتمون إلى نادي أصحاب المليارات في العالم (بالدولار)، ولا يمكن أن يساوموا على "قرش واحد" من مخصصاتهم في أي موقع رسمي كانوا، ومعهم ندرك كيف يجمع الأغنياء ثرواتهم، ويقال إن زوجة مسؤول ملياردير أقيم برعايتها معرض للأشغال اليدوية منذ نحو خمس سنوات في بلدة بجبل لبنان، ومن باب اللياقة اشترت "شرشف كروشيه" ثمنة 250 ألف ليرة، فنقدت المرأة التي اشتغلت "الشرشف" بالإبرة والخيط لمدة أيام عدة مئتي دولار، فظلت تنتظر إلى أن ردت لها خمسين ألف ليرة، وفوقهم "حبة مسك".
ولأن جل السياسيين من أصحاب الملايين والمليارات فهم يتسمون بحسن الإدارة في مجال إدارة المصاريف الخاصة دون "بعزقة"، وسمتهم العجز في إدارة مرافق ومؤسسات الدولة، والأنكى أننا محكومون بنسبة تتخطى الـ 70 أو الـ 80 بالمئة من هؤلاء، وهم من مؤيدي مشاريع "الدولرة" من البنزين إلى ورق التواليت.
سياسيون عاجزون يشكون الدولة وهم في أعلى مراتب السلطة، وبخلاء "جاحظيون" تخطوا الإسكتلنديين بخلا و"حطوا لهم وزك" وأكثر، فكان الله مع اللبنانيين إلى أن يشهدوا قيام دولة عصرية "على عين حياتهم"، خصوصا وأن أكثر من يضير البلد الآن سياسي فاشل وبخيل أيضا!