تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
عن أي شفافية يتحدثون؟ لا بل عن أي دولة؟ وما بال "الفساد" مستشرسا لا يهدأ، لا يرتاح ولا يريح؟ وأين المزايدون وجماعة "تويتر" من كل ما يجري؟ أين أولي الأمر من مختلف القوى السياسية وغير السياسية؟ وأين مَنِ ائْــتمِنوا على الدستور والقانون والنظام؟ من يضع حدا لفاسدين ومفسدين ومتورطين بقطع أشجار معمرة؟ أم أننا محكومون على الدوام بالذل والهوان وقلة الحيلة؟
سقطت الدولة، أو هي ساقطة أصلا، وراقصة من دون دف، خائرة وضعيفة ومآلها الضياع، واللهِ بدأنا نكفر وينتابنا القرف من كل شيء، فضائح لا تني تتوالد وأركان السلطة يمارسون كل أنواع الترف وإضاعة الوقت والاقتصاد مهدد، لكن للصبر حدود، فكيف إن بلغ السيل الزبى واستبد الوجع وكثرت الفوضى واستفحل الفساد ابن الشيطان، بالمناسبة لا يمكن أن يكون الفساد ابن كلب، الكلاب سمتهم الوفاء، لكن الشياطين سمتها قلة الوفاء.
عذرا والمعذوة واعذرونا، لو لم نكن في نظام طائفي لكان الناس أطاحوا بالسلطة وجاءوا بغيرها، لكن للطوائف رأياً آخر، ونحن لسنا إلا قطعانا بالكاد نثغو كشياهٍ ذبيحة، أو تصدر منا نأمة من وجع وألم، الطوائف متماسكة بقوة مصالحها والمواطن يُسحق ويُسحل ولا من يسأل.
من مآثر الدولة "العليّة" أن ثمة محفار رمل في منطقة العيشية أوقفها أمس النائب العام الإستئنافي في الجنوب، جيد، لكن كيف حصل المحفار إياه على ترخيص من وزارة الداخلية؟ هذا سؤال، سؤال ثان، إذا كان المحفار غير مستوف الشروط البيئية وهذا واضح من قرار النائب العام فمن شرع له العمل؟ ونعود إلى "إبريق الزيت"، فمن محفار إلى كسارة ومقلع وصولا إلى نفايات فاضت قبل موسم الأمطار في نهر الغدير الفساد واحد.
ومن نِعَمِ الله علينا أن الفساد غير طائفي، هو عابر للطوائف، ومن المفارقات الغريبة في بلد العجائب ألا يكون ثمة ما هو غير طائفي إلا الفساد، والفساد يؤكد حضوره أكثر بعلمانيته الصقيلة كسيف يروم قطع الأشجار المعمرة، وقد فعلها، وبالأمس أيضا، فثمة متعهد حصل على رخصة لتقليم أشجار معمرة بلدة مجدل بلهيص في قضاء راشيا، فعمد إلى ارتكاب مجزرة بيئية واجتثها من الجذور، فيما وعدنا باجتثاث الفساد من الجذور، لكن يبدو أننا فهمنا الأمور على نحو خاطئ.
تبقى ثمة ملاحظة، قلناها بالأمس ونقولها اليوم، في دولة الطوائف ينمو الفساد وينتشر ويعم ويكبر، أما بالنسبة إلى الإصلاح فتخبزوا بالأفراح!