تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
فوجئنا اليوم ببيان صدر عن جمعية "قل لا للعنف" راحت تدافع فيه عن "الظالم" وتدين "المظلوم" في موضوع الأميرة حصة بنت سلمان آل سعود، وجاء بيانها ليعدد فضائل وخصال الأميرة مغيبا عن عمد واقعة التعدي على عامل في شقتها الباريسية، والغريب في الأمر وما يدعو للإستهجان أن البيان لم يتطرق أبدا لموضوع التحقيق الذي تولته محكمة فرنسية، وأصدرت "حكما على الأميرة حصة، ابنة ملك السعودية، بالسجن لمدة 10 أشهر مع وقف التنفيذ في قضية ضرب أحد العمال، ووجدت المحكمة أن الأميرة حصة متواطئة في اختطاف العامل وضربه وتهديده بالسلاح"، بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية الـ "بي بي سي" BBC في الثاني عشر من الشهر الجاري (للإطلاع على النص إضغط على هذا الرابط: https://www.bbc.com/arabic/middleeast-49679113).
لا نعرف المقصود من هذا البيان، علما أن الأميرة ليست هي المعنفة، وإنما عامل كل "جريمته" أنه التقط صورا من داخل شقتها ليتمكن من إعداد تصميما للديكور الداخلي للشقة، فضلا عن أن هذا العامل هو مهندس ديكور فرنسي من أصل لبناني، ولم يكن على دراية أن التصوير يمس خصوصيات الأميرة، وكان يمكن تسوية الأمر بحذف الصور أو مصادرة الكاميرا، أما أن تأمر الأميرة، (بحسب ما ذكرت المحكمة أيضا في لائحة الاتهام) حارسها الشخصي بضرب العامل في شقتها في باريس، فهنا مربط الفرس، وهذا يعني أن الجمعية فقدت مصداقيتها في موضوع اللاعنف وهي تؤيد ضمنا تعنيف وإهانة ومس كرامة إنسان لم يرتكب "جريمة"، وفرضا لو أنه مرتكب إثما فمحاسبته تقع على مسؤولية الجهات الرسمية الأمنية الفرنسية.
لا انتقاص من دور الاميرة حصة في دعم العمل الإنساني والخيري بحسب ما جاء في البيان، ولا بما تتمتع به من أخلاق نبيلة، وبأنها حاصلة على بكالوريوس في الأدب الإنكليزي من جامعة الملك سعود، وماجستير في الدراسات الديبلوماسية من جامعة ويستمينستر وماجستير في القانون والحقوق من جامعة SOAS في بريطانيا، ودرست تاريخ الحضارة والفلسفة والمنطق كدراسات حرة لمدة سنتين في جامعة أوكسفورد، كل ذلك يعد رصيدا رائعا للأميرة حصة، ولكن ثمة موضوعا آخر.
كان على جمعية "لا للعنف" في اجتماعها الدوري مع شركائها من مؤسسات عربية ودولية اهلية، أن تبتعد عن هذا الملف، خصوصا وأن القيم الإنسانية تخصع لمعيار واحد بغض النظر إن كان أميرا أو مواطنا عاديا، أو ابن ملك أو ابن فلاح!