تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بعض المسؤولين يتحدثون بأريحية عن ضرورة أن تكون ثمة قرارات موجعة من أجل النهوض بالوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب، وهؤلاء ينتمون إلى نوع نادر من المسؤولين، لا نجدهم إلا في لبنان، وهؤلاء أيضا تنفتح أمامهم أبواب السلطة لمجرد أن يُظهروا الإستعداد وبأريحية أيضا (عن قناعة طبعا بأفكار ومبادىء) لتمويل اللوائح الانتخابية، ولا عجب إن صُنفوا سياسيون لا طعم له ولا رائحة، وغالبا ما يتحولون عبئا على الفريق السياسي الذي تبنى ما لديهم من مؤهلات بالعملة الصعبة والمحلية!
هؤلاء عبء على لبنان أيضا، حتى وإن كنت تراهم داخلين خارجين من وإلى الاجتماعات وفي أيديهم ملفات تبدو "دسمة"، لكن إذا تسنى لك الاطلاع عليها، فلن تجد سوى "خربشات" أو أوراق بيضاء خارجة للتو من "ماعون" ورق فنلندي نوعية فاخرة، لكن يحملونها لزوم ديكور خارجي و"شوفة حال" اجتماعية وسياسية متناسقة مع نوع العطر وربطة العنق، فهل يعقل ألا يحمل هؤلاء ملفات؟ وكيف نصدق أنهم يتحملون مسؤولية تجاه من منحهم ثقة عمياء ويعض اليوم أصابع الندم؟
وثمة بين هؤلاء من "قبضها جد" أكثر من اللازم، فيحمل شنطة "سينييه"، هي نفسها "الشنطة" التي سخر منها يوما رئيس مجلس النواب نبيه بري ، وغمز من قناة حامها، قائلا إنها "تشبه شنطة المطهرين"، ولا نعلم من كان يقصد من نواب الأمة حينذاك، فالذاكرة تخون، وقد مر على هذا الواقعة أكثر من عشر سنوات، لكن إلى الآن لا شيء تغير، "حقائب مطهرين وحلاقين وسنكرية وبياعين"، وكل ينادي على بضاعة لا يملكها، أما إذا أنعمت عليك الصدف بالحديث مع أحدهم فستتأكد زيف المظاهر مع تقطيبة وجه وشكوى من كثرة المهام وحجم المسؤوليات مع الــ "كاندي كراش" والـ "بوب جي" فيما كانوا في السابق، أي قبل ثورة المعلومات والإتصالات والشبكة العنكبوتية يتذمرون من الكلمات المتقاطعة وصعوبة حل أحاجي "السودوكو" الحسابية.
في السابق كنا نغض الطرف عن حاملي "حقائب المطهِّرين" أولئك، أما أن يتنطح بعض هؤلاء ليعظوا الناس بأنه لا بد من إجراءات موجعة لمواجهة الأزمة الاقتصادية، فذلك ما لا يمكن التغاضي عنه، خصوصا وأن هؤلاء بشحمهم ولحمهم ما عضهم الجوع يوما ولا ذاقوا طعم الوجع، وهم ليسوا بأكثر من خيالات في مسرح دمى!