تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
من المفترض أن ينطلق قطار الموازنة الجديدة للعام 2020 عملياً بدءا من يوم الثلاثاء المقبل، أي في جلسة مجلس الوزراء التي تقرر في اللحظة الأخيرة نقلها من السراي الحكومي إلى قصر بعبدا نظرا لأهمية وسخونة الملفات التي ستكون حاضرة على الطاولة، وفقا لجدول الأعمال الذي تضمن ستة وعشرين بندا، من مشروع الموازنة الجديدة إلى تعيينات إدارية على مستوى "المجلس الأعلى للخصخصة" ومجلس إدارة "المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات" (إيدال)، فضلا عن المخطط التوجيهي للمقالع والكسارات، وعلم "الثائر" althaer.com من مصدر مسؤول أنه ستكون لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون كلمة في الجلسة يضمنها توجهاته في هذه المرحلة، خصوصا ما يتعلق منها بموضوع الموازنة ولحظ السبل الآيلة إلى تخفيض العجز.
وتتزامن هذه الجلسة مع انطلاق قطار آخر على طريق تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر"، وأول الغيث زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري للعاصمة الفرنسية باريس في 20 أيلول (سبتمبر) الجاري، وبحسب مصادر قريبة من "بيت الوسط"، من المتوقع أن يبحث رئيس الحكومة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جملة من المواضيع، ومن بينها الاتفاق على موعد بدء استفادة لبنان من القروض له بموجب "سيدر" للاستثمار في البنى التحتية، فضلا عن أن الحريري رأى أن التحوّل إلى الاقتصاد الرقمي هو الطريق الأول لمكافحة الفساد والقيام بالاصلاح اللازم، مؤكدا في الوقت عينه أن "سيدر" سيؤمن ضخ السيولة في الاقتصاد اللبناني، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في نمو اقتصادي يبدد هواجس اللبنانيين.
وسط هذه الأجواء الإيجابية، ثمة آمال كبيرة معلقة على مجمل الخطوات المنتظرة، في ظل سانحة طال انتظارها، هي نتاج توافق الجميع واستشعارهم الخطر، فعلى الأقل بدأنا نشهد ونتبين تراجع صخب المواقف لتتقدم الدولة أكثر من خطوة في الإتجاه الصحيح، وهذا ما عبر عنه الرئيس عون في تأكيده أمس أننا "سنستخدم كافة الوسائل التي لدينا من أجل إنقاذ لبنان من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يجتازه، ولن نسمح بسقوط لبنان"، وأبعد من ذلك أشار رئيس الجمهورية إلى أن الاقتصاد المنتج يؤدي إلى دعم الليرة، منوها إلى أنه من المستحيل دعمها بالديون.
صحيح أن التحديات كبيرة والمخاطر أكبر، إلا أن التوافق يبقى السبيل الوحيد للمواجهة، وهذا ما أشاع أجواء التفاؤل أمس واليوم، على أمل أن يبقى التفاؤل إياه مسارا ثابتا وراسخا في مسيرة العهد القوي.