تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
ما حدث منذ يومين في قضية العميل الإسرائيلي عامر الفاخوري (القائد السابق لسجن الخيام في جيش أنطوان لحد) يكاد يكون عصيا على التصديق، خصوصا مع استقباله ومرافقته من قبل عميد ركن في الجيش من "مطار رفيق الحريري الدولي"، ما شكل صدمة لمئات لا بل آلاف من طاولهم التعذيب على يديه في معتقل الخيام، ولو لم يتحرك هؤلاء بكل بما يحملونه من وجع مقيم، وندوب جراح لم تلتئم، غائرة في أرواحهم وقلوبهم، لكان الأمر مر دون عقاب، على اعتبار أن ثمة من يرى في الخيانة "وجهة نظر"، أخذا في الاعتبار أن ثمة من استقبل ورافق وواكب، وما كاد ينقص إلا إقامة الإحتفالات ورفع الزينة ونصب "أقواس النصر"!
الفاخوري أو "جزار الخيام" كما أطلق عليه المحررون من سجون ومعتقلات التعذيب، أذل معتقلين وداس بحذائه على رؤوسهم وشرد عائلات، شهادات كثيرة تناقلها هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بأسمائهم الحقيقية، وبينها ما لا يخطر في بال من فنون التجويع والتنكيل، ومن المفترض أن تكون جميعها برسم القضاء المختص، خصوصا وأن التحقيقات تواصلت أمس مع الفاخوري بعد إحالته من قبل الأمن العام إلى النيابة العامة العسكرية، بموجب ورقة طلب تضمنت ملاحقته بجرم الإنضواء في صفوف العدو، والحصول على جنسيته والتسبب بقتل لبنانيين، لا سيما بعد أن تقدم عدد من الأسرى المحررين والناشطين الحقوقيين والمحامين بدعوى قضائية بحقه، فيما الضابط الذي رافقه وهو برتبة عميد فيخضع بدوره للمساءلة والتحقيق.
لا يمكن لتهمة العمالة أن تسقط بالتقادم ومع مرور الوقت، فكيف إذا كانت ذاكرة الألم ما تزال طرية؟ وهذا ما تلقفته الدولة بسرعة وبكامل هيبتها، فتحركت وفق ما تقتضيه الأصول المرعية الإجراء، علما أن المطلوب العدالة وليس التشفي، العقاب لا تأجيج الأحقاد، فسيادة الدولة خط أحمر، رئيسا وحكومة ومؤسسات، وأيضا بقضائها وقضاتها، وقد انتصرت الدولة لذاتها وامتصت صدمة الناس، أولئك الذين اكتووا بنار الأسر والمعتقلات.
هذه القضية شغلت الرأي العام ولا تزال، وكان لا بد من إجراءات حاسمة وهكذا كان، بغض النظر عن اجتهادات وتأويلات من هنا وهناك، أما ما يتردد من معلومات عن محاولات تجري في الخفاء بهدف تنظيف سجلات 60 عميلا إسرائيليا، فهذا الأمر لا بد من التصدي له حسب الأصول القانونية، ودائما عبر الدولة، ولا بد من أخذ هذه المعلومات بعين الاعتبار وكشف حقيقتها ومعرفة خلفياتها!