تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
سمع المساعد الجديد لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دافيد شينكر كلاما لا يُفرح ُ ولا يُسرّ، بلعه على مضض، من بعبدا وعين التينة على نحو خاص، سمعه بالأمس من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إذ كاد أن يكون كلامهما متطابقا لولا تغير بسيط في بعض المفردات لم تطل الجوهر، فالعبارات جلية واضحة ناصعة كعين صقر، خصوصا لجهة ما يتعلق بمسؤولية إسرائيل عن الخروقات المتكررة للقرار 1701 واستباحتها سماء لبنان وتهديدها أمنه وسلامه واستقراره، وفهم الموفد الأميركي أن اللعبة باتت مكشوفة في ظل سعي اسرائيلي حثيث للعودة بلبنان إلى ما قبل العام 2006.
لا نعلم على وجه الدقة كيف كان حال شينكر في مهمة دبلوماسية اضطر فيها لسماع ما يضيره عن إسرائيل، وهو الصهيوني الهوى حتى العظم، لكن في كل الأحوال لا مشكلة، هو درس تعلمه شينكر وكسب خبرة، وعلم أن لبنان بالرغم من أزماته ومشكلاته، الاقتصادية منها بنوع خاص، وبالرغم من ضيق مساحته، ليس على شاكلة بعض الدول العربية اللاهثة نحو التطبيع، ولا تملك إلا أن تبيع وتساوم على ما ليس من حقوقها، وأن لبنان الذي قيل سابقا قوته في ضعفه وانقض عليه القريب والبعيد وتناتشوا "لحمه"، بات قويا بشعبه وجيشه ومقاومته ومؤسساته، برئيسه وقياداته، لبنان الدولة الصغيرة مساحة والقوي بإرادة هزمت أعتى قوة عسكرية في العالم.
ما يهم في هذا السياق أن ثمة أكثر من دلالة على اهتمام أميركي قديم متجدد بالواقع اللبناني، وفي كل الأحوال هي فرصة لإيصال الصوت بعيدا من نعيب المطبلين لإسرائيل، وما يهم لبنان في هذه اللحظة أن "يأكل العنب" غير آبه بنواطير الكروم، خصوصا في مَا هو على صلة ملف الترسيم المتعلق بشكل أو بآخر بثروة لبنان النفطية، وهنا سمع شينكر كلاما لا يحتمل تأويلا من الرئيس عون، إذ أعرب رئيس الجمهورية عن أمله في أن تستأنف أميركا وساطتها للتوصل إلى ترسيم الحدود البرية والبحرية في الجنوب من حيث توقفت.
بالإستناد إلى تجارب لبنان سابقا، لا يمكن أن يأمن اللبنانيون بعد اليوم لا إلى الأميركيين ولا إلى غيرهم، وهنا على سائر القوى السياسية أن تستفيد من سانحة أن لبنان قوي أكثر من أي وقت مضى، وأنه قادر على فرض إملاءاته لجهة عدم التفريط بحقوقه وثرواته، ويبدو أن الأميركيين الساعين إلى التهدئة كرمى لعيون إسرائيل ماضون في هذا الإتجاه، ولبنان بالمرصاد!