تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وأخيرًا قالها دولة رئيس الحكومة سعد الحريري... قالها بالفم الملآن:
"لينضبّ السياسيون"، في تلك اللحظة التي تلفظ بها، شعر كل لبناني انه هو الذي يتكلم وان الرئيس الحريري تكلم باسمه...
ولكن مهلًا، مَن هم السياسيون؟
أليسوا هُم أعضاء الحكومة؟
أليسوا هم أعضاء مجلس النواب؟
أليسوا هم الأحزاب والتيارات التي يتألف منهم مجلس النواب ويتم اختيار الوزراء منهم؟
إذا "انضبَّ" هؤلاء، فمَن يحكم البلد؟
***
ولنكن أكثر صراحة وأكثر شفافية، ولنسمّ الأمور بأسمائها:
هناك كتلة المستقبل ومعظمها من السياسيين، فمن الذي يجب ان ينضب؟
كيف علينا ان نعلم بالغيْب؟
ومن كتلة التيار الوطني الحر، ومعظم اعضائها من السياسيين، فمن ينضب؟ ومن يستطيع "ضبّهم" والعهد عهدهم؟
***
وينطبق هذا التصنيف على كتل نواب أمل وحزب الله والقوات اللبنانية والكتائب والمردة وكتلة اللقاء الديموقراطي للنائب السابق وليد جنبلاط.
هنا تكمن "مطبّات الضبضبة".
***
ومَن هُم خارج الاصطفافات الحزبية، أي المستقلون، كيف "ينضبوُّن"؟
***
إقتراحٌ أكثر من جيِّد دولة الرئيس، لكن في الأمر شيء من الإلتباس، فإذا نجحت في ان ينكفئ هؤلاء جميعًا أو أن "ينضبّوا" فبيَد مَن ستكون السلطة التنفيذية في هذه الحال؟ وأكثر من ذلك، في يد من ستكون السلطة التشريعية؟
***
ولإزالة أي التباس، لا بد من التفريق بين السياسيين الذين هم في السلطة والسياسيين الذين هم خارج السلطة:
في اعتقادنا مَن يجب ان "ينضبّوا" هم سياسيّو السلطة، أما السياسيون خارج السلطة أو المستقلون "فمُنضبُّون خلقة":
سياسيّو السلطة الشكوى منهم وليست ممّن هم في منازلهم.
السياسيون الذين يجب ان ينضبّوا هم شركاء السلطة وحلفاؤها، فهل هؤلاء الذين يطالبهم رئيس الحكومة بأن ينضبّوا؟
***
ولنكن أكثر صراحة: إذا "انضبّ" هؤلاء هل تُحل المشكلة؟ بالتأكيد لا!
إذًا أين المشكلة؟ المشكلة في الإدارة السياسية للبلد التي لا يعرفُ القيّمون عليها كيف يديرون البلد؟ هؤلاء الذين يجب ان "ينضبّوا".
ما يدفعنا إلى الإعتقاد بأن هناك مقاربة جديدة.
بالمحصّلة لنخرج بنتيجة وافية لعقول غير السياسيين أمثالنا نحن الناس.
قال كلمته دولة الرئيس الحريري من دون تحديد من هم السياسيون "للضبضبة".
حقًا "دوخنا" ونحن الناس أساسًا "دايخين ومكتّرين وقرفانين".