تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
لمن يضيرهم موضوع "إزدواجية السلاح" ويسبب لهم بعض "المغص المعنوي" من آن لآخر، لا يمكن إلا وأن يداروا أعراض جانبية بقليل من الحمية الثقافية والفكرية والسياسية أيضا، فبعض الاجتهاد غير الصائب فيه الكثير من المضرة غير المحمودة، ربما تفضي على المدى البعيد إلى "شيزوفرانا غير وطنية" تجلب لهم الوَبال وسوء الحال، ما يتطلب الكثير من الحيطة وقليلا من الحذر، فضلا عن توخي الدقة في أية مقاربة ذات شأن عام، بعيدا من الذاتي والخاص، لصالح موضوعية متعالية عن أمور جالبة سوء الحظ والطالع.
لو سلمنا جدلا أنه لم يعد ثمة إزدواجية سلاح، هل في مقدور الدولة أن تواجه اعتداءات إسرائيل؟ ونطرح السؤال بشكل آخر، هل في مقدور الجيش اللبناني خوض حرب وهو لا يملك طائرات ولا دفاعات متطورة؟ ومن ثم ألا يعلم أصحاب نظرية "إزدواجية السلاح" أنه ممنوع رفد الجيش بأسلحة متطورة؟ وهل تناسوا أن العدو الإسرائيلي يملك إمكانيات عسكرية تفوق دولا عربية مجتمعة؟
وكي لا يُفهم أن الجيش اللبناني عاجز، وهذا أمر يجافي الواقع، نشير إلى أن الجيش هزم الإرهاب من مخيم نهر البارد إلى جرود عرسال والبقاع الشمالي، وهل ننسى وجه ذاك الجندي المقدام حين تصدى للإسرائيليين بكبر وأنفة قبل أشهر عدة وتصدرت صوره مواقع التواصل الاجتماعي؟ هذا جيشنا وملاذنا وحصننا الأخير، أما تحميله تبعات مواجهة إسرائيل فيعني ذلك انتحارا، إلا إذا كان أصحاب نظرية "إزداوجية السلاح" يروجون للتطبيع مع إسرائيل من ضمن صفقة القرن!
نعم لحصرية السلاح بيد الدولة في مَا لو لم يكن "على الكتف حمَّال"، نعم لحصرية السلاح لو لم يكن ثمة عدو "عينه" على أرضنا وترابنا ومياهنا، عدو لا يؤمن شره، وكيف لو لم تعلمنا التجارب أننا إزاء عدو قتل آلاف اللبنانيين المدنيين وارتكب أبشع المجازر، عدو إن استشعر أمانا سيلجأ للمخادعة وضرب لبنان وتدمير بناه التحتية من جديد، وستمتد "يده" إلى مياهنا وهو لا يعترف أساسا بحدود لدولته المارقة.
من يتحدث عن "إزدواجية السلاح" فليتحمل مسؤولية حماية لبنان عسكريا بما يملك من إمكانيات لا بما يملك من مواقف، زمن الكلام ولى، ونحن الآن في مرحلة تخطت كل النظريات المستمدة من رؤى قاصرة عن فهم المتغير إقليميا ودوليا، ويبقى الحديث عن "إزدواجية السلاح" أقرب ما يكون إلى "شيزوفرانا" وغير وطنية أيضا!