تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
عندما نقول إن البلد ماض نحو الخراب تقوم الدنيا ولا تقعد، وثمة متذاكون لا يتوانون عن تحميل الإعلام مسؤولية "تسميم الأجواء"، أما الطبقة السياسية المستأثرة بمفاصل الدولة وغير المتأثرة بالخراب إياه، فتدفن الرؤوس في الرمال، ليس تشبها بالنعامة، فالنعامة ذكية جدا إلى درجة أنها تضع رأسها على مستوى الرمال لتسمع إن كانت ثمة حركة بعيدة من أحد المفترسات، أما حين تدفن رأسها في الرمال فهي تريد الإطمئنان على بيوضها، وليت كل المسؤولين يقتدون بالنعامة ليشيعوا الإطمئنان بأن مستقبل اللبنانيين وأبنائهم في خير، وإن لم يفقسوا من بيض نعامة، وقد خلقتهم أمهاتهم أحرارا لينعموا بالحرية، لا لكي تُسلب حريتهم في دولة العدالة الغائبة، أو ليطأطئوا الرؤوس ذلا وخنوعا ليحصلوا على وظيفة أو لتسميتهم في موقع عام في الدولة.
وكي لا نتحمل مسؤولية عدم الاستقرار والفوضى القائمة من الأمن إلى السياسة والاقتصاد، نعيد التأكيد على ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري بالأمس، وتحذيره من "الخراب إذا لم نتوحد"، لافتا إلى أن البلد لا يحكم بـ "الروموت كونترول"، ويا ليت نحظى كإعلام بنصف حصانة لا لنقتحم مقرات أمنية أو طلبا لامتيازات، وإنما لنقول الحقيقة دون أن نبقى حذرين من أن يسوء خاطر فلان أو علان، خصوصا وأننا في مكان ما نجد حرية الإعلام مصادرة بالمال عبر حجب الإعلانات.
وإذا ما توقفنا عند سجالات رصدناها في الأربع وعشرين ساعة نرى أن لبنان الرسمي غير مكترث لما آلت وستؤول إليه الأمور، لا بل ليس ثمة من يأخذ التحديات الخطيرة على محمل الجد، فيما مجلس الوزراء "ممنوع" من الاجتماع، أو أن ثمة محاذير لاجتماعه، لا سيما وأن تداعيات حادثة قبرشمون ما تزال تضغط.
وفي هذا المجال، يبدو أن الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله قدم في خطابه الأخير جرعة دعم لـ "حليفنا" النائب طلال أرسلان ، وكنا نتوقع منه أن يدعم القضاء والأمن والاستقرار لا الأشخاص من دائرة الحلفاء، فيما لم نسمع موقفا واضحا وصريحا حول هجوم مسلح على مخفر الدامور بقيادة نائب في الحزب ومعه عشرين شخصا مدججين بالسلاح، بغض النظر عن أحقية النائب المذكور في موضوع يمسه في الصميم، لكن هذه الاستباحة استهدفت كل الدولة وطاولت هيبتها.
متى نصدق أننا في بلد محكوم بالعدل والعدالة والمساواة؟ وكيف نراهن على مستقبل فيما الحاضر سائب ومسيَّب؟ ومن يرفع عنا اليوم ظلامة أن نستمع إلى ممثلي الأمة وهم يعلكون ويتصارعون ويزايدون في موضوع الموازنة ومغارة علي بابا؟!