تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضـو
من عاطل عن العمل و"كشاش حمام" إلى مسؤول معظَّم، أو مستشار في مَا لا يفقه ولا يعرف ولا يفهم، ضحالة الفكر جلابة مآسٍ على شعب يُقاد بجهل الجاهلين وبالفساد المبين، وإذا ما بقينا على هذي الحال فـ "باي باي لبنان" و"تخبزوا بالفرح"، وليشرع مثقفو الوطن في صياغة بيان النعي باسم الآباء والأبناء والأمهات والخالات وأبناء العم والأصهرة والعمات والجدات وعموم أهالي الفقيد من رأس الناقورة إلى الكورة، ومن "فقش الموج" إلى ضهر القضيب وتوابعه الشاهقة على ارتفاع الفوضى والتذاكي والوعي المعدوم.
من عاطل عن الثقافة إلى مسؤول برتية فارس مغوار وخاتم "انسيكلوبيديا" العلوم والمعارف، من عاطل عن السمع إلى متذوق موسيقى باخ وموزارت وشوستاكوفيتش وباغاننيني و"بوس الواوا" و"آه يا حنان" و"تي رشرش"، من "حَــمِّيل شنطة" إلى "عتال" رسمي لدى الزعيم وعموم أبناء الطائفة، من "حَــمِّيل منشفة" إلى واعظ في الأدب والأخلاق من عيون الفضيلة إلى رموشها المستعارة، من قاتل ومجرم حرب إلى بطل السلم والسلام عليكم ورحمة الله، من قائد حاجز أمني ثابت أو طيار إلى فاتح الطرقات وجامع الشمل والقمل والنمل، من سكّير عربيد إلى خطيب مفوَّه مشوّه مكتوم المصير، من "شلمصتي" إلى حافظ أصول "الإتيكيت" تشبّها بالعم الفاضل كريستيان ديور والأخت الكريمة رحمها الله كوكو شانيل، من ومن ومن... وإلى وإلى وإلى... ويا لبنان دخل ترابك.
أصعب ما في الحياة أن تسمع مسؤولا يجاهر بالفضيلة وتعرف أنه متورط حتى النخاع الشوكي وحبل الوريد والشريان الأبهر بالفساد والارتكابات بكل ما أوتيَ من جلافة وموبقات، وأصعب ما في الحياة أن تسمع جاهلا يحاضر فيك ليغنيَ معارفك ويوسع مداركك، فتغدو معه مجرد طائفي برتبة امتياز وتفوّق.
أصعب ما في الحياة أن يُولـَّــى عليك ظالم وجاهل جهول، وتضطر لمناداته بما يسبق الاسم من باب السعادة والمعالي والبك والمير والباشا والآغا والدفتردار وما إلى ذلك من ألقاب الذل والخنوع لزوم قيادة الشعب والأمة، يوم كانت الألقاب تباع وتشترى من على أعتاب باب السلطان وحريمه من "آيا صوفيا" إلى "الحرملك".
بئس زمن غدونا فيه شهود زور، ويراد لنا أن نسكت لا بل مطلوب منا أن نصفق، ونخفض الرأس سمعا وطاعة، وهذا ما يطلب من الناس بكل صفاقة، وبعيدا من باب اللياقة المقفل دائما على هموم تكوي وتحرق!