تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
عندما تسعى بعض قوى السلطة لتوظيف الدم من أجل رسم توازنات سياسية مستحيلة، فذلك يعني أن شيئا لم يتغير لنلج عتبة الدولة الراعية لجميع أبنائها بالتساوي وبالعدل والقسط، أي خارج منطق التوازنات على حساب مركزية الدولية المفترض أن تمثل المرجعية الوحيدة والملاذ الأخير لجميع اللبنانيين، ويبدو أننا ما نزال خارج هذه اللحظة المرتجاة، لا بل بدأت تضيق الآفاق أكثر ونتجه نحو المناكدة واستحضار "مشكلة" جديدة ما إن تعالج سابقتها، وكأن ثمة من أتقن وضع العصي أمام الدواليب لغايات محكومة بوهم السلطة والتسلط والإستئثار، وهذا يعني أن لبنان دولة مؤجلة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
نعم ثمة توظيف لدم سقط في قبرشمون أو البساتين، وإلا كيف نفسر عدم قدرة ممثلي السلطة السياسية على الالتئام حول مائدة مجلس الوزراء؟ وهل يعالج إشكال أمني بتعطيل الحكومة؟ وهل لبنان كدولة عاجز عن وضع حادثة في إطارها القانوني والقضائي؟ وما معنى إحالة هذه الجريمة إلى المجلس العدلي فيما لم تصدر نتائج التحقيقات الأولية؟ وهل يمكن لفريق أن يعطل مسيرة الدولة لانه ارتأى أنْ لا حل لحادث أمني إلا وفق ما يراه خارج روحية القانون المفترض أنه ناظم لأمور البلد والناس؟
إلى الآن، ليس ثمة ما يبشر بالخير، والمعالجة الخطأ لحادث قبرشمون هي نتاج معالجة خاطئة أيضا لحادثة الشويفات وقلبها من حوادث متفرقة وفي كل المناطق، وهكذا تكون السلطة تمهد عن وعي أو عن غير وعي لأحداث أكبر، وما يؤسف أنها المرة الأولى التي نسمع فيها عن تسليح وتدريبات وتوزيع ذخائر، وفي سائر المناطق اللبنانية، فإلى أين نحن ماضون؟ وهل سنكون قادرين عن استيعاب حوادث قد تقع وسط هذه الأجواء المشحونة؟
نتساءل لأن التجربة دمرت لبنان في محطات وحروب سابقة، ونحن كمن يهيء الحطب لإشعال فتيل الحرب، وهذا كلام لا نقوله من باب التهويل، ومن يرى خلاف ذلك نرجوه أن يطمئننا، علما أن ليس ثمة ما يطمئن، وكل المؤشرات تفضي إلى حقيقة واحدة وهي أن لبنان في طريقه إلى الهاوية اقتصاديا وأمنيا وسياسيا فيما لو لم تستدرك السلطة حقيقة أزماتها، وهذا ما يتطلب مقاربة جدية لحادث أمني تبعده عن التوظيف لأغراض باتت معلومة، وما يبعث على الخوف أن معالجة التداعيات تشي بأن ثمة تسوية على حساب الدولة وهيبتها ومؤسساتها.
نعم، لبنان إلى الهاوية إذا لم نعالج بجرأة واقعا سياسيا بدأ يضغط أكثر، ومآله الإنفجار!