تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
رغم اندفاعه في مواقفه وابتعاده عن "المسايرة" في حدود ما نعهده في لبنان مع عدد كبير من السياسيين، يظل رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير الأسبق وئام وهاب قادرا على قراءة الواقع بهدوء، ولئن اندفع أحيانا في مقاربة بعض القضايا، إلا أن ذلك لا يحجب عنه القدرة على استقراء اللحظة السياسية أبعد بكثر من راهنيتها، ولعل في التطورات الأخيرة عقب حادثة قبرشمون، أدرك وهاب أن المضي في خطاب متشنج، لن يفضي لغير الشرذمة على مستوى الطائفة الدرزية، فضلا عن أن مثل هذا الخطاب دونه أخطار أبعد من حدود حادثة بعينها.
صحيح أن ثمة "خطأ بروتوكوليا" تعرض له وهاب خلال تشييع عضو "الحزب الديموقراطي اللبناني" رامي سلمان في بلدة الرملية – قضاء عاليه، غير أن الموضوع أكبر من تصغيره إلى هذا المستوى، فقد رأى وهاب أن الرهان الخطأ والإنضواء في تحالف مع النائب طلال أرسلان لن يكون بأفضل من مرحلة كان فيها مقربا من أرسلان، وهو نفسه انتقد هذه المرحلة في مجالس خاصة، وهذا يعني أن ليس ثمة كيمياء متجانسة، فضلا عن سقف المصالح الذي يريده وهاب أعلى بكثير.
ما لن يقوله أحد علنا، يتمثل في أن وهاب يدرك أن لا رافعة لحضوره السياسي في تحالفه الظرفي الأخير مع أرسلان، واعتراف رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط بأن ثمة أكثر من بوابة في الجبل ومن ضمنها بوابة وهاب، يمثل دعوة جنبلاطية ترحب بوهاب، وفي السياسة تميل الأمور إلى التحالف مع الأقوى، فجنبلاط يمكن على سبيل المثال أن يعطي مقعدا نيابيا لوهاب، فيما أرسلان يواجه ظروفا صعبة في هذا المجال، لاعتبارات متصلة بالتغيرات على الساحة الدرزية وغياب التكافوء بين زعامتين تقليديتين على غرار ما كان قائما حتى سبعينيات القرن الماضي.
من هنا، يمكن أن نفهم تغريدة وهاب عبر حسابه على "تويتر" وأشار فيها إلى أنه يدعو "إلى مصالحة درزية شاملة برعاية مشايخنا الكبار، لصيانة مجتمعنا وإستعادة حقوقنا"، ورأى وهاب أيضا أن "كل ما يحصل اليوم يؤدي لخسارتنا مزيداً من النفوذ لأننا أصبحنا خارج المعادلة الحقيقية للدولة".
ربما لكل هذه الأسباب ثمة خطاب "وهابي" هادئ، وهذا ما سيتأكد أكثر في الفترة المقبلة.