| تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
يتفرغ بعض المسؤولين اللبنانيين لمواجهة "صفقة القرن"، لا هم لديهم الآن إلا النضال منعا للتوطين، ففي الإستحقاقات الكبرى والمواجهات المصيرية لا يعود ثمة مسؤول واحد "راسو حاملو"، وثمة صحافيون أيضا تجاوزوا السياسيين في حسهم الوطني والقومي والأممي، وهناك من يتحدث عن أن أحدهم طلب أن يتناظر تلفزيونيا مع جاريد كوشنير مستشار وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدا أنه "سيمسح به الأرض"، وبحسب ما تناهي إلينا من معلومات واثقة وموثقة وموثوقة، فإن المدعو كوشنير لم يرد على طلبه خوفا وارتعابا.
كم تبدو الصورة هزلية اليوم، ساخرة وموجعة، وكم نحن على درجة كبيرة من ذكاء شبه صناعي عصي على "الفرمتة" (من Format)، وعقولنا تعطلت إلا بحدود أن نتحرك فيها مثل دمى "روبوتية" (غير جنسية)، مبرمجين على حب "شوفة الحال ولو على خازوق"، والأنكى أن ثمة من يحركنا بـ "الريموت كونترول"، أو يقودنا كما يقود "درون" بلوحة مفاتيح، فنظن لوهلة أننا بلغنا آفاق عالية فإذا بنا نسقط على الأرض إن تجشأ أو تثاءب أو (.....) قائدنا المفدى، ونسيَ أو تناسى أننا نحلق في متاهة علوية وأخرى ما دون سفلية.
وطالما "سيرة وانفتحت"، ليسمح لنا وزراء حزبيون معروفون بسعة علمهم وما يتمتعون به من بعد نظر، أن يكونوا مسؤولين يمثلون دولة، يبادرون إلى وضع بطاقاتهم الحزبية في درج عتيق، قبل أن يتحدثوا باسمنا نحن اللبنانيين المبتلين بأمراض حديثة ومزمنة، وأن "يدوزنوا" صحافيين محسوبين عليهم لأننا شبعنا كل هذا "الزعيق"، وضقنا ذرعا بـ "غراب البين"، تلك الغربان التي تنعب في حضن المسؤولين وما أكثرها، من كل الأصناف والأنواع، وبألوان طائفية غب الطلب، تذكرنا بصحافيي السلطان وندمائه وطفيلييه.
كم هو هزيل واقعنا اليوم، ففي وقت أكد فيه كوشنر توطين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، نتلهى بموتنا، نلحس مبردا ونلعق دمنا، وبدلا من أن نتفرغ لمواجهة ما يهدد لبنان من خاصرة التوطين ونقول "لا" مدوية لصفقة مشبوهة، صار أقصى الطموح أن ننعم بالهدوء وبقليل من الاستقرار والأمن والأمان.
لبنان يتعرض لمؤامرات، وأخطرها تلك التي نندفع إليها بكل شحناتنا الغرائزية، فمتى نصحو من خدرٍ مقيم؟ ومتى نرتقي إلى حدود المأمول في وطن غدا بعض أحلام تناثرت وتكاد تندثر؟ متى؟
