تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
مع ما شهدنا ونشهد من توترات وأزمات وإشكالات أمنية وسياسية ومشاريع فتن ثابتة ومتنقلة، سيارة وراجلة، ومع الفوضى المستحكمة في ظل الرؤوس الحامية، ومع ما وصلنا إليه من انحدار في أصول وأدب التخاطب، ومع كل هذا الترهل المعالج بـ "سيليكون" المواقف، لا بد من إعادة الاعتبار إلى مواطنتنا المستلبة.
وأيضا، مع كل هذا "القرف" الوطني بامتياز طائفي ومذهبي، ومع تفسخ قيمنا الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية واستفحال ظاهرتي السفاهة والتفاهة، ومع عودة تفشي التعصب والتعصيب والعصبية بالعدل والقسط بين سائر المسؤولين اللبنانيين، بتنا على قناعة ثابتة وراسخة أننا نسير القهقرى نحو "عصْفورية" مترامية الأطراف، الأمر الذي يستدعي إعادة استكمال وتأهيل مشروع لم ينجز لـ "عصفورية" نموذجية، ولا بد من إدراج هذا الأمر في أول جلسة لمجلس الوزراء ومن خارج جدول الأعمال والضرب.
ولأننا وصلنا إلى حافة "المهوار" وطنيا، ولا نزال متشبثين بغث المواقف وكريهها، ولأننا محكومون بالذل والهوان واستباحة الكرامات، ولأننا نعيش كوابيس خوف وطني من أن نخسر أكثر من أي حرب مضت، ولأننا كفرنا بكل الطبقة السياسية، ولأننا أيضا أصبحنا شديدي الحساسية من ألوان الطوائف وراياتها، ولأن "بنديرة" أي حزب تثير فينا الشعور بالتقيوء، ولأننا فقدنا القدرة على الأمل وتتلاطمنا أمواج العته المتأصل فينا، ولأن أحلامنا تبخرت "ونشفت" واندثرت، ولأن الحياة ما عادت تطاق، صار لزاما علينا الآن وقبل الغد إحالة وضعنا اللبناني إلى المجلس العقلي!