تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
في "بلاغة الكلام وعمق المعاني" تأكد أمس أن صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر يتميز بصفتين متلازمتين وسمتا مواقفه المواربة، أولا بدا راسخا أنه صهيوني الهوى والإنتماء وهذه "ميزة" لا يمكن له أن يعتد بها كونها مكتسبة ولا فضل له في التعبير عنها من موقع أنها تحصيل حاصل، أما الصفة الثانية فغلب عليها الهزال التاريخي وضحالة الفكر وانعدام الثقافة إذ لم نرَ أفقا غير الفوضى المتخيلة، والأنكى أنه مع هاتين الصفتين في طغيانهما الفضائحي ثمة عرب تحلقوا حوله في سبيل صفقة بقرنين متينين تكسرا قبل ولوجهم ورشة المنتدى الاقتصادي التنموي في عاصمة البحرين المنامة.
ما يرقى لمستوى فضيحة أن كوشنر يريد أن يأخذ كل شيء دون أن يقدم شيئا، على الأقل لحفظ ما وجه العرب، أو بعضهم من حلفاء واشنطن، فيما قمة الصفاقة أن يدلي مسؤول عربي متواطئة بلاده حتى بلاغة التواطوء بتصريح أشار فيه إلى أنه لا يمكن أن يتحقق السلام العادل بعيدا من حقوق الفلسطينيين، في محاولة القصد منها التورية بعيدا من رداء "العمالة" بحسب توصيف الفلسطينيين لهذه الورشة أو المؤتمر.
مشكلة فلسطين تاريخيا تتمثل في أن ثمة عربا يصرون دائما على البقاء خارج التاريخ وبعيدا من أي فعل يؤكد حضورهم بأكثر من زيٍّ ومراسم، وهم يؤثرون اليوم الاندفاع وراء صهر ترامب كسبا لود غائب، ولم يشعروا بالحرج في مَا قاله الرئيس الأميركي جهارا من أنه "نريد أموالهم"، في المقابل جاء موقف فلسطيني واضح لجهة رفض "ورشة البحرين" على اعتبار أنها جزء من خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط وتهدف إلى القضاء على القضية الفلسطينية، وقمة الهزال أن يغيب الفلسطينيون وهم المعنيون وأصحاب الأرض والحق، وهذا وحده يكفي لمعرفة كيف أن هذا المؤتمر تحول معه الحاضرون إلى "منتحلي صفة".
وفي هذا السياق، قال كوشنر كلاما أبقى الباب مواربا، فهو يريد أن يرى "السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، وفي الوقت عينه يشير إلى أن تحقيق هذا النمو الاقتصادي للفلسطينيين "مستحيل من دون حل سياسي عادل للنزاع مع إسرائيل يضمن أمنها"، يعني أن أمن إسرائيل هو المرتجى، خصوصا وأنه صرح قبل أيام قليلة أن طرح موضوع الدولة الفلسطينية غير وارد.
بعيدا من كوشنر، يمكن قراءة بعض الدلالات من على منصة هذا المؤتمر، أهمها أن واشنطن مصرة على دور تلاشى وما عاد قابلا للحياة بمعزل عن قوى دولية تراقب وتنتظر، وذلك يفضي إلى حقيقة واحدة، تؤكد أن مؤتمر البحرين محكوم بالوهم والوهن الأميركيين!