تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
قيل إن القلوب غُسلت بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل ، وهذا شيء إيجابي ومرحب به، لكن شريطة ألا تعود القلوب إلا ما كانت عليه في غمرة الخلاف والتراشق بين أركان تياريهما "البرتقالي" و"الأزرق"، وإلا ستظل القلوب بحاجة إلى غسل وتنظيف من آن لآخر، وفي كل آن أيضا، خصوصا وأن التساجل غالبا يستدعي كذلك نشر الغسيل وهذا ما لا يعزز الثقة بين اللبنانين، لا بل يبقي التوتر قائما وهذا ليس مدعاة تفاؤل، وأحيانا قد يكون مجلبة لشرور لبنان في غنى عنها.
لا نتطلع إلى غسل القلوب الآن فحسب، وإنما إلى يوم تصفو فيه القلوب، فلا يعود ثمة حاجة لغسلها، وهذا ما يعيد إلينا ثقة مفقودة واستقرار غائب من السياسة إلى الاقتصاد وأبعد منهما، أي إلى كل مرافق وقطاعات الحياة، لأنه آن الأوان أن نبني بالتآزر لا بالتراشق، ومن هنا يأتي لقاء الحريري وباسيل حاملا بوادر أكثر من إيجابية تشي بأن الأمور التي كانت موضع في خلاف قد جرى نقاشها في العمق وبصراحة ودون حرج، وعلم "الثائر" من مصادر مطلعة أنه كانت ثمة أكثر من مقاربة جريئة لعدد من القضايا.
ما يهم في هذه اللحظة أن الرجلين بادرا إلى إجراء مراجعة شاملة لجملة من المواقف، بهدف استعادة أجواء الثقة على خلفية التوافق الذي أفضى إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وأبعد من ذلك فقد أبدى الجانبان حرصا على إعادة إحياء روح التعاون، فضلا عن تحديد الأولويات وجدولتها، بما يساعد في إنجاز مشروع الموازنة وفق ما حددته المؤسسات الدولية وما له صلة بـ "مؤتمر سيدر"، وبحسب المصادر عينها، فإن المناقشات لامست الأمور في العمق، لافتة إلى أنه جرى التطرق إلى ما حصل في المحكمة العسكرية، أي في الموضوع الذي أثاره الحريري يوم أكد أن هناك تدخلا في القضاء على خلفية قضية الممثل زياد عيتاني وتبرئة المقدم في قوى الأمن الداخلي سوزان الحاج.
وتناول النقاش أيضا موضوع مكافحة الفساد، وكان ثمة تفاهم على ألا يقتصر الأمر على موظفين محسوبين على "تيار المستقبل" دون غيرهم، وضرورة أن تشمل إجراءات مكافحة الفساد كل المرتكبين في الإدارات إلى أي جهة انتموا لا أن تطاول فئة بعينها، فضلا عن أن باسيل والحريري بحثا في تأثير هذه السياسات وهذا الأداء على عمل الحكومة، وفي المخاطر المحدقة وبعضها كاد يؤدي إلى تعثر الحكومة.