تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
-ايلي يونس-
عند النّظرِ عن بُعدٍ والتّأمُّل بعيْنِ الضّمير، يُلاحَظُ أنَّ تقدُّمَ البلادِ وازدهارَها، يكمنُ بأنظمةٍ متعدّدة أهمُّها النّظام التّربويّ فيها.
فما حالُ البلادِ الّتي تتلاعبُ في الخفاءِ على تدميرِ النّظامِ من جذورِه.
هذه حالُ بلادِ الأرزِ، الّتي منها وُلِدَ الحرف، تُمارسُ فيها سلطةٌ أشدَّ أبشع الحروب على "جامعة الوطن" الجامعة اللّبنانيّة.
لاتزالُ أبوابُ الجامعة اللّبنانيّة مُقفلة، ومصيرُ الامتحانات فيها مجهولٌ.
إضرابٌ يتمسَّكُ به الأساتذة بشدّةٍ، في حالِ لم تستوفِ الموازنةُ الشّروطَ الّتي حدّدتها رابطةُ الأساتذة المتفرّغين، ومعهم طلّابٌ مستقلّون يدركون ضرورةَ ممارسةِ الضّغطِ على "قادةٍ" هدفُها الرّئيس سلخَ ما تحملُه الجامعة اللّبنانيّة من علمٍ وثقافة و"تربية" حقّة، حصلت عليها من اعتصاماتٍ كثيفة ماضية، لطلّابِ مستقبلٍ يصرُخُ النّجدةَ، وضميرٍ يعلو "لا" لمحاربة منبع العلمِ الوطنيّ.
وقفات تضامنيّة حقوقيّة، يُنفِّذُها أساتذة وطلّابٌ، بصوتٍ واحدٍ ويدٍ واحدة، تأبى الفصلَ في ما بينهما. فما يُخطَّطُ من خطرٍ، يستهدفُ الجسمَ الجامعيّ الواحد بأكمله، "أساتذة وطلّاب".
نتيجة التّعمّقِ برؤيةٍ قريبة، تُشاهدُ حاضرًا دون غدٍ، وصلَتْ ببعضِ الجهات، إلى تشتيتِ ذلك الرّابط الواحد، بين الأساتذة والطلّاب، ما أدّى بالبعضِ إلى اتّهامِ الأساتذة بالإرهابيّين، الّذين يتحكّمون بالطلّابِ كـ"رهائن". الأمرُ الّذي يعودُ لصالح السّلطة في تحقيقِ مبتغاها وإفسادِ تحرّكٍ يُنقذُ مستقبلَ الجامعة اللّبنانيّة، الّتي من دونِ خرّيجيها لا اقتصادٌ ينمو، ولا وطنٌ يستقيم.
الطّلّابُ في حيرةٍ، البعضُ يتساءَلُ عن موعدِ العودة إلى مقاعد التعلّم لإنهاء العام الجامعيّ، وآخرون، مستاءون، يتحكّمُ بهم القلقُ. فعلى الرّغم من تضامنهم مع مطالب الجامعة الحقّة، إلّا أنّ البعضَ تتحكّمُ بهم ظروفٌ خارجيّة وخاصّة، كسفرٍ أو عملٍ، قد تمنعهم من إكمالِ عامهم الجامعيّ، في حال فُكَّ الإضراب، وكان القرارُ العودةَ إلى الجامعة، وإتمام الامتحانات، وسطَ ظروفٍ خارجة عن إرادتهم، قد تمنعهم من ذلك. فبالتّالي، قد يكون الطّالبُ خسرَ فصلًا جامعيًّا.
أمّا ثقتُنا فقويّة بأساتذة، يخشونَ مصلحةَ طلّابهم قبل مصلحَتِهم، نتمنّى منهم العملَ على استراتيجيّات وتدابيرَ ما "بعد الإضراب والموازنة"، تكون ضامنة بشتّى الطّرقِ لمصلحة كلّ الطلّاب دون تحمّلهم تداعيات الحرب على فسادِ السّلطة الّتي واجهوها هم أيضًا تضامنًا مع أساتذة الجامعة الوطنيّة.