تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أكد وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان انه ما دام وزيرا وما دامت هذه الحقيبة في عهدة "القوات اللبنانية" لن يقبل ان تغلق "سيزوبيل" او اي مؤسسة رعاية ابوابها. وقال: "لن أسميها جمعيات لأننا مللنا من هذه الكلمة. انتم كالارزة الخضراء على العلم ولن نرضى ان تيبس ارزتنا وستبقى خضراء. "سيزوبيل" وكل المؤسسات التي تعنى باطفالنا وانساننا وذوي الاحتياجات الخاصة وكل الفئات المهمشة والفقيرة، ستبقى صامدة".
وقال خلال زيارته مركز مؤسسة "سيزوبيل" في عين الريحانة حيث جال على اقسامه واطلع على العمل المميز للطاقم البشري مع الاطفال: "بتضامننا ووقوفنا الى جانب بعضنا كدولة وكمجتمع وكإنسان لبناني سنحافظ على صحة وسلامة الانسان اللبناني، والاهم على كرامة الانسان، وهذا فقط ما يطالبنا به أهل هؤلاء الاطفال. وهذا ما سنحافظ عليه".
وأشار الى أن اللقاء مع اطفال "سيزوبيل" يعطيه أملا بأنه "يمكننا ان نستمر، وان استقبالهم مؤثر جدا. وأؤكد ما قلته لكم منذ اليوم الاول لتولي مهماتي في وزارة الشؤون الاجتماعية، انني الى جانبكم مهما تطلب الامر من مجهود وتضحيات. انني لن أمارس مهماتي بشكل حزبي او طائفي او فئوي او مناطقي. الوزارة لكل اللبنانيين و"سيزوبيل" ستستمر في خدمة كل اللبنانيين".
وشدد قيومجيان على أن "الوقت ليس للمزايدة السياسية"، مضيفا: "مشكور فخامة رئيس الجمهورية الذي اتصل بوزير المال ومشكور وزير المال الذي لبى، ومشكورون النواب الكرام الذي يأخذون هذه القضية على عاتقهم، لا يهمني من يسجل نقاطا في السياسة. فليس المهم من يرفع العلم، المهم أن يبقى العلم مرفوعا، وعلم "سيزوبيل" والمؤسسات التي تعنى بالانسان اللبناني سيبقى مرفوعا".
وفي خطوة لافتة، كشف وزير الشؤون الاجتماعية عن مساهمة مالية من أحد الخيرين لدعم الجمعية، وقال: "بعدما وجهت بالامس نداء لجميع الخيرين والمتمولين ألا نترك مجتمعنا وإنساننا، لدي خبر سار أن رئيس بلدية المطيلب بول شديد سيتكفل بمصروف شهر، ونتمنى على "سيزوبيل" الا تعدل برنامج طعام الاطفال. واتمنى على كل فاعل خير ان يتطلع الى شعبه".
وفي الختام، وجه قيومجيان نداء لكل اللبنانيين المنتشرين في العالم: "لبنان بحاجة لكم اليوم، الشعب اللبناني بحاجة لدعمكم، نحن لا نطلب اي استثمارات منكم بل نطلب المساعدة، لاننا لا نريد ان تقفل اي من مؤسسات الرعاية التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، بل ان تتابع عملها ورسالتها. نريد مساعدتكم ودعمكم، رجاء استجيبوا لطلبنا، طلب الشعب اللبناني".
صافي
وكانت في البداية كلمة ترحيبية من رئيسة الجمعية السيدة فاديا صافي، التي قال ان "سيزوبيل ليست مؤسسة وهمية، نحن مؤسسة تحب اطفالها وضحت منذ 45 عاما واستمرت. نحن لطالما تعاونا معكم في الوزارة. نحن نشكرك على كل دعمك لهذه القضية خصوصا كاتحاد يضم 103 مؤسسات. نتمنى ان تصل صرختنا الى الكل، لا يمكننا ان نتوقف عن اداء رسالتنا".
وكانت كلمة عفوية من احد ابناء "سيزوبيل" قال فيها: "باسمي وباسم اصحابي اوجه لك هذه الصرخة. سيزوبيل ليست مؤسسة بالنسبة الينا. هذه حياة. يوم أقفلت الدنيا ابوابها بوجهنا شرعت لنا هذه المؤسسة ابوابها. هي تقوم بدور يجب ان تلعبه الدولة. لولا هذه المؤسسة لما كنت العب دوري داخل مجتمعي واذهب الى مدرستي. لا نريد حلولا موقتة. نريد حلا نهائيا كي لا نبقى قلقين على مستقبلنا، المطلوب سياسة عامة مستدامة لمقاربة هذا الملف بغض النظر عن السياسات المالية".
أضاف: "الانسان لا ينتظر، ولا دواؤه ولا علاجه ولا وجبته الغذائية ولا فرحته تنتظر. نحن لا نفهم بالارقام، بل نعرف ان من حقنا ان نأتي كل يوم الى المؤسسة، وممنوع ان تغلق ابوابها، وهذا الامر على ضمير كل لبناني. ممنوع ان نقف هذه الوقفة مجددا. يجب أن تصلنا حقوقنا من دون استجداء".
ورد عليه قيومجيان: "لهذا أنا هنا ولن نقبل ان تغلق "سيزوبيل" ابوابها، ولن نقبل الا ان تعيشوا بكرامتكم وتحصلوا على حقوقكم كاملة وتعيشوا حياتكم الطبيعية وتفرحوا".
وسئل قيومجيان عن تأخر مستحقات المؤسسات، فرفض رمي المسؤولية على احد، موضحا ان "التأخير في ارسال العقود لم يكن عائقا لدفع المستحقات، فالتدوير بحاجة الى ايام قليلة فقط قبل الدفع. والاهم يبقى ان المستحقات ستدفع في الايام المقبلة، وهذا هو الهدف الاساس بغض النظر عن التأخر في الآليات والاجراءات الحكومية".
ورفض قيومجيان القول ان هناك سجالا بينه وبين النائب ابراهيم كنعان، وقال: "لا اخذ ورد مع الصديق كنعان، حصل التباس على المواطنين عندما قال كنعان ان موازنات الجمعيات 600 مليار. فاوضحت ان الـ 600 مليار هي لكل الجمعيات في الدولة وانا ما يعنيني هو الجمعيات والمؤسسات المتعاقدة مع الشؤون الاجتماعية، وموازنتها نحو 150 مليارا".
كذلك ذكر بأن تكتل "الجمهورية القوية" كان المطالب الاول في خلال مناقشة الموازنة بألغاء "عقود الجمعيات والمؤسسات العامة التي لا حاجة لها، كالمجلس الاعلى اللبناني - السوري مثلا"، مشددا على ان "هذه الجمعيات والمؤسسات لا تمت بصلة الى الشوؤن الاجتماعية".
وأشار الى انه يقوم بمسح دائم للجمعيات المتعاقدة مع الوزارة، رغم انه سبق أن قام بإلغاء عقود 20 جمعية لا تعمل بالشكل المطلوب، مجددا التأكيد ان "لا جمعيات وهمية متعاقدة مع الشؤون، وان كل مؤسسات الرعاية التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة كسيزوبيل ليست متلكئة او وهمية، بل هي نشيطة وتقوم بعملها على اكمل وجه، بما يتطلب الوقوف الى جانبها".
أما عن تجديد عقود العام 2019، ففضل عدم الدخول في سجالات مع أحد، لكنه اوضح انه كان تقدم بطلب من مجلس الوزراء منذ شهر شباط كي يسمح له بإبرام العقود وفق موازنة العام 2018، في انتظار صدور الموازنة الجديدة، إلا أنه لم يحصل على جواب حتى اليوم.
وجدد قيومجيان التوضيح ان "المشكلة ليست في وزارة المال او الشؤون بل في توافر السيولة"، مؤكدا ان "الاولوية تبقى للانسان اللبناني اولا واخرا. ولا اريد اي سجالات مع وزير المال، فهو من الداعمين الاساسيين لموازنة الشؤون الاجتماعية، وان شاء الله لن يحصل تأخير في العقود، وسأطلب من ديوان المحاسبة الاسراع في الاجراءات ودفع المستحقات في اسرع وقت كي تنتهي العملية خلال شهر".
وردا على سؤال، قال: "نحن خلال فترة الحرب والصعوبات التي مررنا بها لم نترك تلميذا خارج المدرسة او مواطنا على باب مستشفى، اقمنا نقلا مشتركا وتضامنا اجتماعيا. وانا اليوم أطلق صرخة التضامن الاجتماعي. نحن كمجتمع الى جانب الدولة يجب ان نتحمل مسؤولياتنا وسنتحملها".
شديد
واعتبر رئيس بلدية المطيلب بول شديد ان قضية "سيزوبيل" ليست قضية مؤسسة "بل قضية انسانية تلامس كل فرد منا"، مشيرا الى انه اتخذ هذه الخطوة كلبناني وكرب عائلة وكشخص يتعاطى الشان العام، "وهي بمثابة دعوة لكل مقتدر كي يقدم مساعدة ولو بسيطة للوقوف الى جانب المؤسسات وتأمين استمراريتها". وختم: "قوة مجتمعنا بالتكاتف والضامن سويا للبقاء في هذا البلد".