تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
في مراجعة سريعة لما نحن عليه اليوم من تشنج سياسي وتراشق كلامي، وإذا ما أخذنا السِّيَــرَ الذاتية (C.V) لمعظم من يتبوأون اليوم مواقع في السلطتين التشريعية والتنفيذية، نخلص إلى أن ليس ثمة من يمكن أن يُعوَّلَ عليه في قيادة سفينة البلاد بعد عشر سنوات على الأقل، فما هو قائم اليوم يبشر بالعقم، وإذا كان المكتوب يُقرأ من عنوانه، فإن لبنان بما هو واضح من على ضفاف اللحظة وما سبقها منذ تشكيل "حكومة إلى العمل"، ربما يسير القهقرى - وبثبات منقطع النظير - نحو التخلف أكثر فأكثر كدولة عالمثالثية تحتل موقعا "طليعيا" على مؤشر الفساد العالمي، ودولة تتذيل قائمة الدول المتعثرة والمنكوبة اقتصاديا وإنمائيا وخدماتيا.
بالتأكيد لا نضرب بالرمل ولا نستحضر أرواحا خيرة أو شريرة، ولم نستعن بالمبصرين نجوم الفضائيات اللبنانية، لكن في الوقائع الواضحة وبالملموس اليومي لا نجد إلا الخواء في السياسة، فالرعيل الجديد، أو ما قبل الجديد بقليل أو بدورتين انتخابيتين، لا يبشر بخير مرتجى، ونتحدث هنا عن تقييم يرقى إلى ثماني سنوات أو أكثر، حتى بتنا على قناعة بأن ثمة سياسيين لو ظلوا في وظائفهم وعملوا ضمن نطاق اختصاصهم لأفادوا لبنان أكثر من أن يتسنموا مراكز في السلطة.
ثمة سياسيون وافدون جديدا إلى السياسة، بعضهم كان يمكن أن يسدي خدمات أكبر للبنان لو ظل في موقعه الصحيح، لكن بين ليلة وضحاها تحول رؤساء بلديات ومسؤولون في قطاع التأمين وتربويون من طراز رفيع وتجار وصناعيون وأطباء ومحامون ومهندسون نوابا يمثلون الأمة شر تمثيل.
في سياق هذا التقييم الصادم، ننقل ما تم التداول به على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ذكر متابعون ومعلقون كيف أن وزيرا يتحضر ليكون مشروع زعيم، وعقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء طلب من وزير آخر في تكتله النيابي طلبا غريبا، حين قال له: "يا فلان (ناداه بالاسم) جبلي الشنطة"، ولم نكن نعلم أن الوزير المذكور ينتمي إلى حملة الحقائب وماسكي المناشف وماسحي عرق الزعيم الفادي والمفدي والمفدّى.
سواء صدقت هذه الرواية أم انها مجرد تركيبة، لا شيء يغير من معادلة حملة الحقائب، بالتأكيد غير الوزارية، فإذا كان المقصود مزحة فالأمر يعني أن غمزا بدأ يطاول أصنام الجاهلية، لا سيما أولئك من يصلحون للعرض في المتحف الوطني واستئجار من ينفض عنهم الغبار من وقت لآخر!