تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لا يعير الرئيس الأميركي دونالد ترامب اهتماما لبعض "صقور" إدارته، وفي مقدمهم مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، ولا يفكر في خوض حرب مع إيران، وأكثر ما يشغله في هذه الفترة إبرام المزيد من صفقات الأسلحة مع دول تناصب إيران العداء، ولما لا؟ فاللحظة مؤاتية، ولا حاجة لاستحضار "فزاعة" طالما أن إيران موجودة وتفي بالحاجة، وفي العقل التجاري لا بد دائما من تضخيم صورة أي عدو لتشغيل قطاع صناعة الأسلحة.
بالتأكيد لا يمكن حصر الهواجس الأميركية بهذا الجانب التجاري فحسب، ذلك أن ثمة مصالح أيضا في منطقة الشرق الأوسط، وهنا بيت القصيد في رصد سائر التطورات وفهم خلفياتها، فخيار الحرب ضد إيران يحظى بدعم بولتون وإسرائيل فقط، وإذا ما عدنا للوراء قليلا، وتحديدا إلى العام 2003، يوم حرض بولتون على العراق وكان اجتياحه أميركيا، مع كل ما لحق بالولايات المتحدة من تبعات، نجد أن بولتون اليوم ما عاد محصنا ومدعوما من المحافظين المتشددين في الإدارة الأميركية على غرار ما كان قائما قبيل غزو العراق، في وقت تجهد فيه أوروبا للتهدئة، ولا سيما ألمانيا وبريطانيا وهولندا، فضلا عن دور بدأ يضطلع به الرئيس السويسري أولي ماورر إثر زيارته المفاجئة إلى واشنطن الخميس الماضي.
وبحسب مصادر أميركية، فإن سويسرا سبق أن لعبت دور الوسيط بين واشنطن وطهران، ونشرت بعض وسائل الإعلام مؤخرا أنباء عن تسليم إدارة ترامب إلى السلطات الإيرانية، عبر الحكومة السويسرية، رقما هاتفيا لإقامة اتصال مباشر بين طرفي النزاع، علما أن هذا اللقاء جاء في أعقاب ما أشارت إليه صحيفة "واشنطن بوست" بأن ترامب يفضل أسلوبا دبلوماسيا تجاه إيران ولا يزال ملتزما بوعوده بتفادي الحرب، مبديا قلقه من أن كبار مستشاريه قد يجروه إلى مواجهة عسكرية مع طهران.
ورغم ذلك، ما يزال التوتر سيد الموقف، ففيما حذر بولتون إيران من أي عمل متهور، متهما الحرس الثوري بالوقوف وراء العمليات التخريبية التي حصلت في الآونة الأخيرة، ردت إيران على لسان مساعد قائد الجيش حسن سيفي، الذي أكد أن التشكيلات المسلحة المنتشرة في اليمن ولبنان وغزة وأفغانستان يمكنها التغلب على أكبر جيش في العالم، وهذا التصعيد يظل محكوما بضوابط، ومن هنا، يمكن القول، بأن التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، عاد واستعر صحيح، ولكن وفق معادلة يمكن تعريفها بــ "أقل من حرب وأكثر من تصعيد"!