تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– قسم الشؤون المحلية
مَواطن ومواقع الفساد معروفة في الدولة ولا حاجة للبحث والتفتيش وتحديد الأهداف، المطلوب فقط العثور على من يرمي السهام في الدائرة الحمراء، والمهم من يرمي السهم ويشد الوتر، يضغط ويرخي، إذ لا قيمة لنوع القوس، حجمها، طواعيتها، طولها والمواد التي صنعت منها، فالقيمة تبقى دائما لليد التي تحكم القبض وتحسن التسديد وتصيب، واليوم أصاب رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في مؤتمر صحافي عقده في المجلس النيابي، فكان أن "سدد السهم فأصمى إذ رمى".
لم يكن من قبيل الصدفة أن يستهل كنعان مؤتمره بقول للصحافي والناقد البريطاني الشهير جورج أورويل George Orwell في قوله "في زمن الخداع والتحايل يصبح قول الحقيقة فعلا ثوريا"، ولمن لا يعرف جورج أوريل، فهو صاحب "مزرعة الحيوان" Animal Farm، الرواية التي قدم فيها إسقاطات على الأحداث التي سبقت عهد ستالين وخلاله قبل الحرب العالمية الثانية، رافضا الظلم والاستبداد، واشتهر في سائر أعماله، ولا سيما في روايته "1984" في التحذير من غياب العدالة الاجتماعية ومعارضة الحكم الشمولي (التوتاليتاري)، والسلطة التي "تمنهج" الناس على مقولات جاهزة وتحصي عليهم أنفاسهم، حتى أنه كرس مدرسة أدبية تعرف بـ "الأورويلية".
ما يهمنا في هذا المجال، تأكيد كنعان بأن هناك 5013 مخالفة للأصول بعد آب (أغسطس)2017 و32009 قبله، وقد أودعت اللجنة النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة ما توفر لديها من مستندات وتقارير تسهيلا لمهمتها ومهمة الديوان، فضلا عن أن اللجنة تولدت لديها قناعة تامة بأن هيئات الرقابة معطلة، وهذا ما أكدته اللجنة اليوم لجهة أنه لو لم تبادر إلى فتح ملف التوظيف والاستخدام المخالفين لأحكام المادة 21 من القانون رقم 46/2017 المتعارف عليه بقانون سلسلة الرتب والرواتب، لربما مرت المخالفات مرور الكرام، وهي أوصت بالتحقق من وضع الـ 500 موظف في شركتي الهاتف الخلويAlfa" " و Touch"" وفقا للأصول تمهيدا لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
تفاصيل كثيرة ساقها كنعان، ومعها نصل إلى معطى واضحا، نحلص فيه إلى أن ثمة بنك أهداف لمواجهة الفساد، فليكن ذلك بمثابة إخبار طارئ إلى من يعنيهم الأمر، أو من هم مولجون الآن مكافحة الفساد ومحاربته بقوس متينة وذراع قوية، لا دغدغته وملاعبته على قاعدة وكفى الله المؤمنين شر القتال!