تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
المنطقة على فوهة بركان، دول الخليج تغلي ولا سقف لتوقعات ما قد يكون أسوأ، مع تهديد جماعة أنصار الله الحوثي بشن عمليات نوعية أوسع وأكبر في عمق السعودية ، عقب هجمات استهدفت منشآت نفطية سعودية وصفتها الجماعة بالعملية العسكرية الأكبر والأهم عسكريا منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل نحو أربعة أعوام، فهل تكون المنطقة في طور الانتقال لمرحلة جديدة من التصعيد ضد السعودية؟
إذا ما أخذنا في الاعتبار فشل الحرب على اليمن يمكن أن نتيقن أن الأمور متجهة نحو الأسوأ، ورغم ذلك الكل في مأزق وورطة، وليس ثمة من هو بقادر على حسم معركة تحولت سجالا، كرا وفرا، ولا رابح فيما الكل خاسر، خصوصا وأن ما يضفي "شرعية" يمنية الآن في مواجهة أهداف في دول الخليج يظل متمثلا في حجم ما أحدثته هذه الدول من دمار وخراب ومجازر وجوع بحق الشعب اليمني، وهنا الكارثة، وهنا أيضا لا بد من الاعتراف بأنّ لا بديل عن مفاوضات لحقن الدماء أولا، ولعقلنة الصراع في حدود تراعي مصالح الجميع.
جاءت الهجمات على محطتي ضخ لخط أنابيب تابعتين لشركة "أرامكو" واضحة من حيث الجهة المنفذة، بعد أن أعلنت حركة "أنصار الله" مسؤوليتها، موضحة أنها تمت بسبع طائرات مسيرة، لكن الأخطر منها هجمات الفجيرة التي لم تتبناها أي جهة، وهنا مكمن الخوف والقلق، ما يطرح سؤالا على كثير من الأهمية، يتعلق بما إذا كانت ثمة جهة ثالثة تريد إشعال المنطقة، خصوصا وأن ما شهدته الفجيرة ما يزال موضع تحليل واستنتاج، حتى أن البعض ذهب إلى أن شيوخ الإمارة أو بعض جهات مقربة منهم نفذت هذا الهجوم في سياق صراعها مع أبو ظبي، أو السلطة المركزية في دولة الإمارات، ولكن ذلك يبقى في دائرة التكهن والاستنتاج، ولا يمكن في مكان ما فصل الحدثين عن مسارهما وهنا تزداد المخاوف ويعم القلق.
حيال هذه التطورات لا بد من قراءة مواقف الدول الكبرى من الصراع القائم، وهنا، ليس ثمة من هو مستفيد من تفجير المنطقة، خصوصا وأن الحرب في مَا لو استعرت ستكون لها ارتدادات على اقتصادات العالم، ومن هنا أيضا يمكن الاستنتاج أن التطورات الأخيرة تستهدف خلق توازنات جديدة، لكن المهم أن تفضي إلى تسوية، وإلا تحل الكارثة وليس ثمة رابح وخاسر!