تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
من يراهن من الدول العربية، ولا سيما الخليجية منها، على ضربة عسكرية أميركية ضد إيران، كمن يراهن على شوط خاسر في حلبة سابق، وما نشهد من حشود عسكرية بين الطرفين لا يعدو كونه عرض عضلات واستعراض قوة، فالتوازنات الدولية لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة، ولا إيران متروكة لـ "الغول" الأميركي، فضلا عن أن إيران اليوم غيرها بالأمس، تعايشت مع الحصار سنوات طويلة، فيما لو تعرضت دول المنطقة لحصار نفطي فسيعلو صراخها سريعا.
لا نقول أنْ ليس ثمة احتمال لحرب يمكن أن تنشب في خطوة غير محسوبة، خصوصا وأن اللعب الآن دخل مرحلة دقيقة، لكن كلا الجانبين يدرك أن الحرب لن تكون في صالحه، وموقف إيران واضح في موضوع تصدير نفطها، وإلا لا نفط يمكن تصديره إلى العالم، فضلا عن أن دول الخليج النفطية غير قادرة على تعويض حاجة السوق الدولية، وهنا ندخل في الكلام الجدي، فإذا كانت الولايات المتحدة قادرة على فرض إملاءاتها على السعودية والإمارات، فهي بالتأكيد ليست بقادرة على فرض الإملاءات ذاتها على الصين وروسيا والهند وتركيا وغيرها.
ما نشهده اليوم يدخل في سياق التصعيد الإعلامي بنبرة "حربية"، وهنا يمكن قراءة تهديد قائد القوة الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني بضرب القوات الأميركية "بالرأس" في حال إقدامها على خطوة ضد بلاده، فيما نقل عن قائد الحرس قوله إن "ما يفعله الأميركيون حرب نفسية".
يدرك الإيرانيون مكامن الضعف في الموقف الأميركي، بالتأكيد ليس في مجال القوة العسكرية، وإنما من باب مصالحها، فالحرب تعني ضرب منابع ومنشآت النفط من قبل إيران، لا بل ترى إيران في الوجود العسكري الأميركي في الخليج ليس مجرد تهديد خطير فحسب، وإنما فرصة سانحة لأهداف في المتناول في مَا لو بدأت أميركا الحرب، وهذا ما ألمح إليه أمير علي حاجي زاده قائد القوة الجوية التابعة للحرس الثوري، حين قال "حاملات طائرات وما بين 40 و50 طائرة على الأقل وقوات قوامها نحو ستة آلاف جندي على متنها كانت في السابق تشكل تهديدا خطيرا لنا لكن الآن تحولت التهديدات إلى فرص"، لافتا إلى أنه "إذا أقدم الأميركيون على خطوة فسنضربهم في الرأس".
لا حرب في المنطقة، ما هو قائم هو عرض عضلات محكوم بحدود واضحة يؤثر الجانبان أن يظل بعيدا من المواجهة المباشرة، لأن المقصود الضغط من خاصرة الاقتصاد، إلا إذا استجدت تطورات غير متوقعة، عندها ستشتعل المنطقة ولن يكون العالم في منأى عن نتائجها!