تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
بقرادونيان: نحن ربما الحليف الأوحد لعون وهو لم يغير مواقفه ولم نغير معه
#الثائر
رأى رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل أن "بلدة عنجر ترمز في الذاكرة اللبنانية إلى حقبة لا نريدها أبدا أن تتكرر، لكن عنجر اليوم، هي البوابة نحو إعادة إعمار سوريا، وهي الجارة الوحيدة للبنان"، لافتا إلى أن "خط العلاقة مع سوريا هو الحرية والسيادة والاستقلال".
كلام باسيل، جاء خلال احتفال سياسي شعبي، أقيم في مجمع سركيس زيتليان في مدينة عنجر في البقاع الأوسط، جرى خلاله الإعلان عن إنشاء المدينة الصناعية، وحضره وزراء البيئة فادي جريصاتي ، الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، السياحة أواديس كيدانيان، الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، النواب: رئيس حزب "الطاشناق" آغوب بقرادونيان ، ميشال ضاهر وسليم عون، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، منسقة "التيار الوطني الحر" في زحلة جيهان جبور، رئيس بلدية عنجر حوش - موسى وارتكس خوشيان، رؤساء بلديات واتحادات بلديات، فاعليات دينية واجتماعية وثقافية واقتصادية، مناصرون وأهالي البلدة.
وقال باسيل: "أنا سعيد جدا لوجودي اليوم في عنجر، لأن هذه البلدة لها خصوصيتها، وما يجمعنا مع الأرمن هي الظروف نفسها، وما قاله النائب بقرادونيان في كلمته أن حزب الطاشناق، هو الوحيد الذي ساند التيار الوطني الحر، منذ العام 2005 وما زال، على الرغم من اختلاف في السياسة في بعض الأوقات، لكن لدينا القناعة بأننا سنبقى سويا، وإيماننا سويا بالشرعية وبالدولة في الحاضر والمستقبل، لأنه الشيء الوحيد الذي يحفظنا ويحمينا، ضمن منطق القانون والمؤسسات، الذي نريده، وليس الفلتان من كل ما يسمى قانون ومؤسسات، وهذا أساسي، ولهذا السبب نرى حزب الطاشناق لديه موقفا تقليديا، بأنه مع رئيس الجمهورية، وهذا لا يعني أن هذا الشيء يتناقض مع أن يكون لديه قناعاته السياسية، أو أحلافه السياسية، مثلما كان في العهد الماضي، ولكن هذا الحزب، لم يصدر من مواقفه أي شيء مضر، أو أي شيء يضرب رمز المؤسسة والموقع، وهذا الشيء ناتج عن الماضي، الذي جمعنا من قهر وظلم واستهداف".
أضاف: "نحن عشنا مرحلة واحدة منذ مئة عام، ذبحنا فيها، ليس فقط ذبحنا جسديا، ولكن ذبحنا في حقنا وفي الوجود الحر، وهذا الشيء يجعلنا نعرف أننا مجبولون سويا بدم الشهادة، وبمصير البقاء في منطقة، ليس فقط لانتمائنا الديني فيها، بل لإيماننا بالآخر فيها، وهذا أساسي، لأن هذه المنطقة قوتنا فيها أن نحافظ على أنفسنا، ولكن أن نحب ونريد الآخر، وأن ندافع عنه، مثلما ندافع عن أنفسنا، وأنا أعرف أنه ليس من الخطأ أن يكون لدى الشخص عصب للبنانيته وانتمائه، وأنا الآن أفهمهم أكثر للبنانيين الأرمن".
وتابع: "عندما أتكلم عن اللبنانيين في الخارج، وأقول لهم أنتم لبنانيون من دون أن تتخلوا عن أميركانيتكم وفنزويليتكم، أو أي جنسيه أخرى، لأن الناس الذين يشبهوننا، يستطيعون أن ينتموا انتمائين لا يناقضان بعضهما، هو في لبنان لبناني قبل أن يكون أي شيء آخر، والبرهان هو إلى أي مدى يختلف العمل السياسي بين لبنان وأرمينيا، ومثلما أقول للبناني في الخارج، أنت في أميركا، أو في أوروبا تحترم قانون البلد الذي أنت موجود فيه، فهناك الأولوية، ولكن إبق مع لبنان، بانتمائك لبناني، لكي تستطيع أن تبقي تتواصل مع لبنان، وتبقى مرتبطا به".
وأردف: "هذه القدرة التي أجيب بها، عن كل مرة نتطرق فيهاإلى موضوع اللجوء والنزوح، فيقولون لنا أنتم لاجئون وأنتم نازحون. هذا ليس مهما، بل المهم هو عندما تأتي إلى أرض، إلى أي مدى تنتمي لها وتحترمها، ولا تضع قانونا ثانيا خاصا بك قبل قانونها، ولا تنفذ مصلحة أرمينيا على حساب مصلحة لبنان، أو تنفذ مصلحة لبنان على مصلحة أميركا التي أنت موجود فيها. فهناك تخضع للقانون الأميركى، وهنا تخضع للقانون اللبناني، وفي أرمينيا تخضع للقانون الأرميني".
واستطرد: "قدرتنا هنا الاندماج والتأقلم، وعندما ننجح فيها، أو أي شعب يستطيع فعلها، يكون قد خدم الوطن الموجود فيه، وعندما لا يستطيع فعلها، يلحق الضرر بالبلد الموجود فيه".
وأكد "من هنا، في دستورنا هناك بند لا للتوطين، ومن هنا، موقفنا في موضوع اللاجئين هو موقف جامد، فلا تقدر أن تدمج شعبا بآخر على أرض صغيرة، بنسبة 100%، في نهاية المطاف عندما لا تعود تتسع الدار، على طرف من الطرفين أن يمضي، وحتى لا نعيش المعاناة التي عشناها نحن وأنتم، هو أن نحافظ على هذا البلد، من دون أن نتطرق إلى موضوع الأقلية والأكثرية، وحقهم أن يخافوا لأنهم تركوا بلدهم، نتيجة الذي تعرضوا له، ونحن حقنا أيضا لأننا نشعر باللبنانيين، الذين تركوا لبنان منذ 150 عاما، وكم خسرنا منهم أناسا لم نستطع استردادهم، وهناك قسم منهم لم يعودوا لبنانيين، سوى بالدم".
وقال: "نحن كتيار وطني حر تزعجنا كلمة أقليات بين المسيحيين والمسلمين، ونقول حبذا لو نستطيع إزالة المذهبة، الطوائف، والمذاهب لكي نصل إلى الدولة المدنية. ولكن في نهاية المطاف، نحن لبنانيون ونلتقي اليوم في عنجر، حيث أخذنا قرارا في مجلس الوزراء، وبسعي منا كتيار وطني حر، لإنشاء منطقة صناعية في عنجر، ووقعنا المرسوم يوم أمس. فهذه المنطقة كانت ستنشأ في تربل، ولكن وقع عدة مشاكل بين أهل تربل، وجرى رفضها وكل ما يتعلق بها، وأنا كنت ضد هذا الرأي، ومن دون أن أعلم، لأننا بالعادة نحن نعمل ردات فعل شعبية، لأشياء قد تكون مفيدة لبلدنا ولمنطقتنا ولاقتصادنا، ولكن في إحدى حفلات التحريض، يكون هناك شخص يريد أن يفشل الآخر، فيقوم بإفشال مشروعه، فأنا تلقائيا، وعند طرح أي مشروع، أنا أكون معه، ولا بد أن تأتي بعض الأمور، لتثبت في الواقع، أنه مضر، مثل موضوع الكهرباء والتوتر العالي، ومحطات الصرف الصحي، والنفايات والسدود والنفط والغاز، وكل شيء يعمل به حسب الأصول يكون مردوده جيدا".
أضاف: "لقد اعتدنا أن يكون هناك دائما عملية تخويف للناس، فيفشل المشروع. فإذا كان المشروع جيدا، وهناك النية، ينفذ المشروع، وعندم ينتهي يشعر الناس بالندم، وهذا ما أصاب تربل اليوم، عندما علموا أننا آتون اليوم إلى عنجر لإنشاء المدينة الصناعية هنا، جاء قسم من أهالي تربل يطالبوننا بعدم تخسيرهم المشروع. أنا أتفهم، ويا ليتنا نستطيع إقامة في كل منطقة، أكثر من مشروع صناعي، خاصة أن البقاع هي أكبر منطقة في لبنان، وتشغل حوالي 40% من مساحة لبنان، وهي الأقدر بقدرتها على استيعاب مناطق صناعية، فأساسا لدينا واحدة في تعنايل".
وشدد على أنه "لن تصدر موازنة من دون اقتصاد، وسيصدر معها رزمة قرارات، والحكومة قررت إنجاز موازنة، وإطلاق قرارت تعالج من خلالها العجز الاقتصادي".
وأكد أن "عنجر هي البوابة باتجاه جارتنا الوحيدة سوريا، وهي التي تساعدها وجميعنا نعلم كم وقف لبنان مع سوريا، في هذه الأيام الصعبة، وكم جاهدنا حتى تكون الحدود بيننا حرة ومستقلة، ولا يمكن للمنطقة الصناعية إلا أن تكون مصدر خير، إذا كانت إدارتها ناجحة وعدم الإنتاج هو من الأسباب الرئيسية للانكماش الاقتصادي".
وتمنى "لو أمكننا تنفيذ مشاريع صناعية في أكثر من منطقة، والبقاع هي أكبر المناطق مساحة في لبنان، وعندما تعرض علينا مشاريع اقتصادية، علينا التفكير قبل الرفض، وهناك، أخذنا قرارا في مجلس الوزراء بإنشاء مناطق صناعية في بعلبك والقاع وعنجر، ولكن لا شيء يمنع الناس أن نستوعب أكثر، بقرارات لاحقة، وعلينا أن نفكر قبل الرفض عند طرح أي مشروع اقتصادي، وأن نتطلع أكثر إلى مصلحتنا، من دون التركيز على من هم الأشخاص، الذين سيعملون بهذا المشروع، وبماذا سيعود علينا، وعلى هذا الأساس يتم الاختيار، مثلما ستختار عنجر الآن أين هو المكان الذي يناسبها، وعند طرح أي مشروع صناعي واقتصادي، على المرء ألا يفكر في السلبيات".
وأكد أن "المناطق الصناعية، لا تستطيع أن تكون إلا مصدر خير، إذا تمت إدارتها بالشكل المناسب، ولها منافع من حيث القدرة التنافسية والتشجيع الاقتصادي وتطوير المهارات الصناعية، حتى الصناعات الكبيرة والثقيلة، مرورا بكل درجاتها"، لافتا إلى أنه "لكي تستطيع خلق فرص العمل، عليك أن تحرك حركة الإنتاج، وعلينا جميعا أن نعرف أن اقتصادنا يعيش اليوم في حال ركود وانكماش، لأنه ليس هناك من حركة إنتاج، هناك قسم كبير من شعبنا، أصبح معتادا على المساعدة، ويسمى الريع"، معتبرا أن "أخطر ما يعاني منه لبنان، هو الهجرة من الريف".
وقال: "هناك الكثير من اللبنانيين عندما يتذكرون سوريا، يتذكرون عنجر، لأن لبنان في فترة من الفترات، حكم من عنجر، في الوقت الذي نحن فيه اليوم، نريد أن نقول العكس، بأن عنجر تساعد سوريا، وتمد يد العون لسوريا، وهي البوابة باتحاه سوريا، ومن سوريا باتجاه لبنان، وكلنا نعلم كيف وقف لبنان إلى جانب سوريا، في هذه الأيام الصعبة، وكم جاهدنا في موضوع حدودنا مع سوريا، أن تكون حدود الحرية والسيادة والاستقلال، هذا الخط الذي رسمناه نحن في التيار الوطني الحر، هذا خط العلاقة بيننا وبين سوريا، ولا يقفز كل واحد منا عن هذا الخط، لكن علينا أن نخلق حدودا أخرى وهي التعاون، وهي مساعدة بعضنا بالإعمار، ومن هنا أهمية عنجر، أن تواكب بسرعة النشاط الاقتصادي والصناعي فيها، لكي نستطيع سويا إعادة إعمار سوريا، هذا النشاط سينشط عنجر وكل البقاع، علينا أن نتساعد جميعا، لكي نترجمه على الأرض، نشاطا اقتصاديا وصناعيا، لكي يكون المدماك لبناء الاقتصاد".
أضاف: "الأيام الآتية ستحمل لنا تحديا أساسيا، إذا قدرنا على ترجمة التفكير الإيجابي في الموازنة، نحن كتكتل وتيار جاهزان لأفكار كثيرة بهذا الاتجاه، أعتقد أننا نجحنا بعد عشرة أيام من النقاش، أنه لا موازنة من دون اقتصاد ناشط، وسنؤكد لكم غدا فعليا، أنه سيكون هناك موازنة مرفقة، برزمة قرارات من مجلس الوزراء، لكي نثبت هذه المرة أن الحكومة وعدت وفعلت، أن تنتهي بموازنة تعالج العحز المالي، وتنتج أيضا قرارات وقوانين بالتزامن، تعالج العجز التجاري الحاصل، هكذا نكون سلكنا الطريق الصحيح".
وختم "نتمنى عند زيارتنا المقبلة لعنجر، نحمل لكم ليس فقط أفكار، بل مشاريع".
خوشيان
وتحدث خوشيان في كلمته عن "الظلم الذي لحق بالشعبين اللبناني والأرمني، جراء الانتداب العثماني، والخط الذي سلكه حزب الطاشناق وعنجر عرينه هو، بسلوك الخط الموالي لرئاسة الجهورية، فكيف لا يكون هذا الخط ملازما لعهد الرئيس ميشال عون، الذي اختار أن يعيد بث الحياة في لبنان بعد الحرب الأهلية اللبنانية واتفاق الطائف"، خاتما "علينا التكاتف لكي يصل بلبنان، إلى بر الأمان".
بقرادونيان
ورحب بقرادونيان بباسيل في داره في عنجر، وقال: "نحن في لبنان، لسنا بحاجة إلى مواقع ومناصب، بل نحن بحاحة إلى تحالفات، ليست مبنية على المصالح، بل على النظرة إلى الواقع وإلى المستقبل".
وقال: "نحن في حزب الطاشناق منذ 7 أيار 2005، وعندما وطأت قدما الجنرال ميشال عون أرض لبنان، نحن إلى جانبه، ونحن ربما الحليف الأوحد له، ونحن الآن في عام 2019، كنا وسنبقى سويا بمتانة التحالف مع التيار الوطني الحر، ومع الرئيس العماد ميشال عون، الذي لم يغير أبدا في مواقفه منذ 7 أيار العام 2005، ونحن لم نغير معه، ونحن الوحيدون الذين ما زلنا على تحالف ثابت مع التيار الوطني الحر، وسنبقى، وعهدنا راسخ مع الشرعية".
أضاف: "إن علاقتنا مع التيار الوطني الحر، مبنية على نظرة موحدة، وهي حق التمثيل الصحيح واسترجاع الحقوق المهدورة لكل المواطنين، ومعركتنا ضد الفساد وهدر المال، والإنماء المتوازن، ولن نقبل بعد الآن أن تزدهر منطقة على حساب أخرى. نحن تحالفنا من أجل الإصلاح الحقيقي والعميق، ونحن بحاجة قبل إصلاح النظام، إلى إصلاح الإنسان، لكي نقدر أن نورث أبناءنا وطنا".
ووعد ختاما ب"إكمال المسيرة إلى حانب العهد والشرعية".
بعدها زار باسيل قلعة عنجر الأموية.