تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
يطالب لبنان بترسيم حدوده البحرية، جيد، وهذا هو المطلوب قبل أن تطل علينا نعمة النفط والغاز، علما أن هذه "النعمة" في ظل تحالف سلطة التحاصص نتمنى ألا تكون نقمة، ولنا في أمور الدولة ألف مثال ومثال، لكن كيف يمكن لنا أن نطالب بترسيم حدودنا البحرية فيما ليس ثمة ترسيم للحدود السياسية الداخلية، وسط تداخل السلطات؟ أحيانا يندفع وزير أو نائب ونظنه "رئيسا" للجمهورية أو الحكومة أو مجلس النواب، وأحيانا نجد أن الكل يتطاول على صحلايات الرئاسات الثلاث، من الرؤساء أنفسهم أو ممن اختصروا الدولة بحضورهم وزعاماتهم.
صحيح أن الأمور لم تصل إلى مستوى "قوم لأقعد محلك"، لكن في المتواري من مواقف نجد أن لا انسياب واضحا في موضوع السلطات، ولنتذكر ما شهدناه منذ فترة ليست ببعيدة يوم تم التداول بموضوع المثالثة، ولا نأتي بجديد إذا قلنا أن هاجس الرؤساء الثلاثة بات متمثلا في حماية الصلاحيات، وهذا إن دل على شيء فعلى أن هذه الإشكالية موجودة، فالنائب رولا الطبش طالبت منذ أيام قليلة بعدم الاقتراب من صلاحيات رئاسة الحكومة، وهذا بعض تجليات فهمنا المنقوص لروحية اتفاق الطائف السيء الذكر، وإن كان من حسناته الوحيدة أنه أنهى حرب السلاح وأبقاها مستمرة في السياسة.
في كل مرة يطالعنا من يقول إن صلاحيات الرئاسة الأولى خط أحمر، وهذا صحيح، وأكثر من خط أحمر، وكذلك الأمر في موضوع صلاحيات الرئاسة الثانية والثالثة، لكن ألا يعكس ذلك يعكس إرباكا على مستوى الصلاحيات، فيما الكل يتطاول على الكل، وليس ثمة ما هو واضح في ترسيم الصلاحيات؟
نقول ذلك لأننا نريد تناغما وتكاملا على مستوى المسؤوليات والصلاحيات، ففي موضوع العلاقة مع سوريا ليس ثمة موقف رسمي واضح حتى الآن، ورئيس الحكومة على سبيل المثال يعبر عن موقفه كتيار سياسي وليس كمسؤول سلطة تنفيذية بالرغم من كل الاعتبارات والهواجس، ولا نتحدث هنا عن مشروعيتها أم عدم مشروعيتها.
نسوق أمثلة لا أكثر، ولا نصوب على جهة بعينها، لنقول إن لبنان يقوى عبر التكامل المطلوب بين سائر السلطات، ليكون قادرا على الحفاظ على حقوقه في الأرض والبحر، ترسيما وتحريرا، فلبنان الضعيف بخلافاته السياسية لن يكون صوته مسموعا في المحافل الدولية، نريد تحصين ساحتنا الداخلية أكثر، لنتمكن يوما من فرض إرادتنا على المجتمع الدولي بقوة الموقف الموحد، فهو الضمانة وما عداه تنقيبا عن ثروة قد تذهب هباء منثورا إن لم نتمكن من استعادة الدولة كملجأ وحيد ومرجعية واحدة!