تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
لن نتحدث في السياسة، وبدون وجع الرأس، سنتحدث عن السيليكون والبوتوكس والفيلر، لكن حتى في هذا "الميدان الجمالي" ثمة سياسيون برعوا وتفوقوا ولهم باع طويلة "بوتوكسية" شدا ونفخا وشفطا وزرعا لشعر في بطيخة خاوية، فلنتحدث عن الفن اللبناني السائد، عن هذا الفراغ الروحي ونحن نرى أن الفنانات بتن متشابهات لا نميز بينهن إلا في الصور القديمة فحسب، ولكن ثمة تدخلا لأهل السياسة دعما لقنوات وفضائيات تروج لهذه البضاعة، فالمطلوب تغييب الناس وتخديرهم بـــ "حشيش" و"كابتاغون" الأغنيات التافهة والكليبات البايخة حد الغثيان كامرأة تأكد حملها وراحت تقيء أحشائها.
عماذا نتحدث إذن؟ وكيف ندنو من هموم الناس إن لم نتناول بالنقد انحدار السياسة إلى ما دون حضيض المواقف المشبعة تعصبا وضيق أفق؟ كيف يمكن أن يضيئنا مسؤول ويهدينا إلى ما لا يجرح شعوره؟
في لبنان الهواء سياسة، والتلوث سياسة، ومزابل الطوائف لا تني تتوالد من قمة الثلج إلى فقش الموج، من بلدة إلى قرية وتلة ومنحدر، ولم توفر شواطىء أيضا ولم تراع حرمة الطبيعة والبيئة والجمال، والبحر ضاق حد الاختناق والموت، وأيضا ثمة من "خطف" البحر بالسياسة، من الأملاك البحرية إلى سياحة الإسمنت والتطاول على آخر شاطئ في بيروت (الرملة البيضاء)، وثمة من "يخطف" الهواء بالإسمنت (الأبيض والأسود) وسيخطفه أكثر بمحارق نفايات ستنفث دخانا يعانق "داخوني" الزوق والجية، وثمة من سرق الأمل وأبقانا دون الحزن مرتبة، فصرنا الخيبة نمشي ونصغر أكتافنا من هم وتعب، وأقصى المتوقع نكتة سمجة من مسؤول يفيض "بياخة".
فلنصرخ من أمام "بسطة" السياسة "عالسكين يا بطيخ"، ودون وجع الرأس، والرأس صار بطيخة أيضا، لأنه ساعة يظن مسؤول مارق أن الإعلام يجب أن يكون صدىً لتوهماته "الدونكيشوتية" فعلى لبنان السلام، كل السياسيين في لبنان يصارعون طواحين الهواء، جميعهم غارق في "بارانويا" تستلزم مصحة نفسية وإن كان الأمل بالشفاء ضئيلا، نعم صارت السياسة في لبنان "عالسكين يا بطيخ" والكارثة أن الناس هم بطيخ السياسة، يغرز في لحمهم سكين يثلم أجسادهم ويلقي بهم عند تخوم الخبل الوطني، خبل Trade Mark ويراد لهم أن يصفقوا ويهتفوا "بالروح بالدم نفديك يا بطيخ".
نبحث ونفتش ونتقصى كل يوم لنتغزل بموقف مسؤول، ولا نجد إلا المصالح والكيد "البطيخي" أحمر "عالسكين"، نجذف في بحر المعاناة ولا شاطئ نركن إليه أحزاننا، بحر معاناتنا بلا قاع، ولا شواطئ ولا مرافىء، فقط أمواج عاتية تتقاذفنا في كل اتجاه.
يحيا البطيخ
عالسكين يا بطيخ
تحيا السياسة "البطيخية"
يحيا لبنان
يحيا يحيا يحيا