تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
ما تأكد حتى هذه الساعة يمكن تلخيصه بكلمتين أو ثلاث، مشروع الموازنة – المتقشفة طبعا – وُضع على السكة، المشكلة ليست هنا، وإنما في مكان آخر، فما معنى وضع الموازنة على السكة وليس ثمة قطار؟ فضلا عن أن الحكومة شبه "مكربجة" وقطارها بالكاد يسير رغم "حرص" القوى السياسية على تأمين انطلاقة مريحة لقطار السياسة والاقتصاد.
من مساوىء الصدف أن يكون واقعنا السياسي شبيها بـ "مصلحة السكك الحديد"، وهنا الكارثة الموصوفة في بلد العجائب والغرائب، إذ لا قطار ولا سكة حديد أساسا، وأيضا لا "محطة" نركن فيها وعندها هواجسنا، وكي نكون منصفين في توصيف حالنا هذا، قررت الحكومة إعطاء غلاء معيشة لموظفي مصلحة السكك الحديد، وهم مستحقون ولكن!
بهذه الروحية والعقلية تُدار البلاد، فبدلا من تحويل موظفي المصلحة إلى قطاعات أخرى منتجة في الدولة، نراها تعطي موظفيها بدل غلاء معيشة، ربما ثمة في الأمر ما لا نعرفه ويستعصي على فهمنا، إلا إذا كانت الحكومة متخوفة من حدوث كارثة في مَا لو انحرف أحد القطارات عن مساره، علما أن هذا الواقع الذي يفيض "عبقرية" قائم منذ سبعينيات القرن الماضي، ولا تزال أغنية فيروز والرحابنة تطن وترن في آذاننا و"تران يجي بلا خط وبهالبلد كل شي بيصير"!
منذ تسعينيات القرن الماضي ونحن أسرى جهابذة السياسة، ولا نزال نعيش في متاهة أفضت وما تزال إلى مزيد من القلق، ثلاثون سنة انصرمت ولا نزال نسير من سيء إلى أسوأ، تماما مثل "مصلحة السكك الحديد"، فواقعنا السياسي ضربه الصدأ كما قطار متوقف منذ أكثر من ثلاثة عقود، وأهل السياسة مختلفون على السكة وتحديد مسار القطار، فلا السكة موجودة ولا القطار "ماشي"، ولا من يدفش سيارة "زيون" اللي "ستها" من كحلون، رحم الله الأخوين رحباني وأمد الله بعمر السيدة فيروز.
وسط كل هذا الجو "المكربج" كقطار النسيان في محطة يجب تحويلها إلى معلم أثري، ثمة من تحدث بالأمس عن وضع الموازنة على السكة، ولكن قطارها لم يصل إلى محطته الأخيرة، وما تناهى إلينا من معلومات هو أن مشروع الموازنة لن يُدرج على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء في بعبدا اليوم.
وبالنسبة إلى المشروع الذي قدمه وزير المال علي حسن خليل فهو يحتاج الى بعض التعديلات، أي أن ثمة تعديلا على التعديل...
و"بهالبلد كل شي بيصير"!