تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بين التأكيد والنفي امتدت اليد إلى جيوب اللبنانيين، فللتقشف موجبات، ومن أوْلى من ذوي الدخل المحدود ليسددوا فاتورة الفساد، لكن مهلا، تناول البند الأخير من جدول أعمال مجلس الوزراء، من بينه 38 بندا، إضافة إلى "بنود طارئة لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها"، "طلبات المشاركة في اجتماعات ومؤتمرات خارج لبنان"، ولكن من دون تحديدها، ويبدو أنه لم يتم تحديدها من باب مراعاة الخواطر، إذ لا يجوز أن "يتبردخ" المسؤول وزبانيته من المحظيين بالسفر على حساب من سيطاولهم التقشف، وكنا نتمنى على مجلس الوزراء تمرير "خازوق" يستهدف لقمة عيش الناس في مقابل إعلان التقشف في سفرات لتمثيل لبنان، وأقله أن كل وزير "يسافر عا حسابو"!
وفيما رفع وزير المال علي حسن خليل إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء الصيغة الجديدة المعدلة لمشروع الموازنة والمواد القانونية المقترحة، وتضمينها الإجراءات التقشفية في ضوء وضعية المالية العامة والعجز، ما يزال موضوع "تجميد ما نسبته خمسة عشر بالمئة من رواتب وأجور الموظفين ثلاث سنوات، على أن تعاد الى المستوى الذي كانت عليه تباعا بدءا من عام ألفين واثنين وعشرين"، بين أخذ ورد وتساؤل، وبات في شبه المؤكد أن مثل هذا الطرح كان وما يزال موضع نقاش، ولا يهم الجهة التي تبنت وسوقت، حتى وإن كان رئيس الحكومة سعد الحريري هو من تبنى هذا الخيار، فذلك لا يلغي أن كل القوى السياسية مسؤولة، ولا يمكن تحميل الحريري دون سواه وزر "شد الأحزمة".
وسط كل هذا الغموض والارتباك، لا نحتاج كبير عناء لندرك أن الأمور آيلة إلى ما كان يخشاه المواطن في موضوع الضرائب وتخفيض الرواتب، والتطمينات لم تكن بأكثر من الالتفاف على التحركات المطلبية بعد أن عبرت عن نفسها في الشارع، إضرابا واعتصاما، علما أن المشكلة أبعد من موضوع الموازنة، ذلك أننا لم نشهد إلى الآن إجراءات - في موضوع مكافحة الفساد على الأقل - بمستوى ما كان متوقعا، فجأة تفتح ملفات وفجأة تقفل أو تؤجل وتختفي في الأدراج، أو تصبح في "موت سريري" لدى القضاء.
من هنا، رغم الغموض السائد، ورغم التورية والتذاكي والتباكي، سيكون اللبنانيون مع موازنة "غير شكل"، وكل المؤشرات تشي بأن ثمة تيئيسا وتأخيرا، ليصبح موضوع الموازنة هو المطلب بغض النظر عما سيتضمن من إجراءات تقشف، هل تنجح المحاولة؟
الإجابة عن هذا التساؤل، تفيد بأنه إذا كان ثمة "خازوق ينجر" والعذر على هذا التوصيف برغم واقعيته، فالمسألة ستكون بعهدة اللبنانيين، وهذا ما سنعرفه في غضون الأيام القليلة المقبلة!