تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
في ظل أجواء العيد الكبير، ومع عطلة الفصح المجيد، تظل الأنظار شاخصة إلى الاجتماع المالي الموسع المتوقع انعقاده في أول يوم عمل من الأسبوع الطالع، أي الثلاثاء المقبل، فهل يسلك مشروع الموازنة الطريق إلى مجلس الوزراء؟ وهل نتقدم خطوة في هذا المسار الطويل؟ وتاليا، هل تنعقد جلسة الحكومة الثلاثاء أو الأربعاء على أبعد تقدير، أي قبل خميس الأسرار والفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي؟
إلى الآن، وفي مدى ما تواتر من معلومات، يبقي في شبه المؤكد أن لا معطيات واضحة وحاسمة في هذا المجال، باستثناء ما نشهد من ترددات على خلفية كلام وزير المال علي حسن خليل الأخير، ولا سيما إعلانه في موضوع الموازنة ألا استهداف لذوي الدخل المحدود والطبقات الفقيرة، ليأتي موقف غبطة أبينا الكادرينال مار بشارة بطرس الراعي، عبر منبر الفصح، واضحا مع دعوة صريحة إلى التوجه للأغنياء قبل مطالبة المواطنين الرازحين تحت أعبائهم المالية، منعا لاتساع دائرة الفقر ومنعا لإذكاء ثورة الجياع.
ما أُخذ علينا بأننا في "الثائر" althaer.com اندفعنا "كثيرا" في الدفاع عن حقوق ومكتسبات ولقمة عيش الطبقات الوسطى والفقيرة، قال سيدنا البطريرك أكثر منه، وهو الحاضر أبدا في الشدائد والصعاب والملمات، وهو أول من تحدث عن "ثورة الجياع"، ولعل أبينا البطريرك استشرف اللحظة وما وراءها، واستقرأ القادم من أيام وأسابيع وأشهر في مَا لو كانت ثمة إجراءات تقشفية تطاول ذوي الدخل المحدود، خصوصا وأن الاجراءات المالية والاصلاحات الاقتصادية التي يفترض أن يتضمنها مشروع موازنة العام الحالي، شكلت عنوان المشهد السياسي، وما هو واضح حتى الآن أن ثمة إجماعا على الاعتراف بالمشكلة التي تواجه لبنان واللبنانيين، فيما تتباين المعالجات دون أن تفضي الاتصالات حتى الآن إلى ما يبدد هواجس من لم يعد في مقدورهم تحمل شظف العيش، وهم يعيشون منذ سنوات أجواء تقشف غير معلن.
لم تعد ثمة مدخرات للبنانيين، الطبقات الوسطى تسير بخطى أكيدة نحو أزمة اجتماعية واقتصادية، وهي لن تقف مكتوفة الأيدي حيال استسهال بعض القوى السياسية تبني إجراءات تدفع باتجاه الفقر والعوز، أخذا في الاعتبار ارتفاع نسب البطالة وتراجع فرص العمل، ما يفترض توفير مقاربات أكثر قابلية للحياة، تلحظ اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء "منعا لاتساع دائرة الفقر" كما أشار سيد بكركي.
لبنان أمام مفترق خطير، بين المضي بسياسات مرتجلة تستهدف المواطنين، وبين سياسات واعية تلحظ مكامن الخلل في بنية نظام يتطلب إجراء إصلاحات جذرية، وإلا سنكون أمام خيارات صعبة، ليس أقلها أنْ يكون لبنان في مهب "ثورة الجياع"!