تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لا يسعنا إلا أن نتقدم بأطيب وأخلص التهاني لموظف دولة من فئة "سوبر استثنائية" لمناسبة زفاف أحد أبنائه، ومن عاداتنا وتقاليدنا أن نتشارك كلبنانيين أفراحا وأتراحا، ولكن نعتذر لعدم التمكن من تقديم "النقوط" هدية وخلافه، لأنه بالتأكيد لم يعمد هذا المسؤول إلى فتح حساب من أجل الـ Wedding list، وذلك على جاري العادة بالنسبة لنا نحن المواطنين العاديين ليكون "النقوط" مبلغا متواضعا من المال نودعه المصرف، على قاعدة أن "البحصة بتسند خابية".
ربما هذا المسؤول لم يسمع بالـــ Wedding list، ومن يعشْ في برج من ذهب يرَ الناس "برغش"، أو لا يراهم أساسا، خصوصا وأنه تعذر عليه إيجاد صالة لائقة تتسع لـ "المعازيم"، أو حتى فندق من فئة ست نجوم، وهو من المصرين على أن نرى النجوم في عز الظهر، ولكن، رغم ذلك، يحسب له أنه راعى "شعورنا ومشاعرنا" من هذه الناحية فقط، ولم يدعُنا أساسا لنشاركه أفراحه، على أساس أنه لن يكون بمقدورنا الحجز على متن طائرة، لنكون إلى جانبه نتقبل التهاني في إحدى العواصم الأوروبية، فما أراد إحراجنا.
وإلى الموظف "السوبر دو لوكس"، طالعتنا صور أيضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمسؤولين في الدولة أقاموا أعراسا في مرابع أوروبية، علما أنه بالنظر إلى كثرة المدعوين يبقى "البيال" مكانا ملائما، لكنهم لا يريدون أن نرى مظاهر البذخ، وأيضا مراعاة لمشاعرنا، على قاعدة أن "عينا لا تقشع قلبا لا يوجع"، وبعض هؤلاء هم من نعتمد عليهم لهندسة الموازنة، وبعض هؤلاء هم من نأتمنهم على لقمة العيش، على كرامة مواطنية في دولة صادروها بالغش والتحايل على القانون، بانتخابات لم تأتنا بغير ما يبشر بكوارث اجتماعية واقتصادية.
المشكلة ليست هنا، فبعض هؤلاء سيروج للتقشف، وسيقدم لنا دروسا في كيفية مواجهة هذه التقشف الموعود، ولن يدخر وسيلة لإقناعنا عبر طلات إعلامية إلى درجة أن بعض السذج منا قد ينبري للدعوة لحملة تبرعات لأجله، خصوصا أولئك الذين لا يتقنون من موجبات المسؤولية إلا سطوة اللسان يعطيك من طرفه حلاوة "مسمّمة" ومنتهية الصلاحية.
كل ذلك يذكرنا بما قاله الأديب اللبناني الراحل سعيد تقي الدين "ما رأيت أفصح من القحباء حين تحاضر بالعفاف"!
ثائر -