تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
عاد السجال بين " التيار الوطني الحر " و" القوات اللبنانية " ولا غرابة في ذلك، إذ يبقى المستغرب الوحيد ألا يكون ثمة سجال أساسا، خصوصا وأن أحدا لم يتمكن إلى الآن من إقناع الفريقين أن الساحة المسيحية تتسع لهما معا، وتتسع أيضا لغيرهما من قوى وأحزاب وتيارات مسيحية تمثل بدورها حيثية سياسية وحضورا لا يرقى إلى المنافسة لكن أحدا لا يمكن تجاوزه.
لم يتعلم الثنائي المسيحي الأقوى من تجربة الثنائي الشيعي (أمل وحزب الله)، بالرغم من أن تحالفهما مر بظروف مشابهة، صحيح لم ترقَ "التجربة الشيعية" إلى "حرب إلغاء" حقيقية، لكنها شهدت مواجهات عسكرية عنيفة اضطرت رئيس مجلس النواب نبيه بري بصفته رئيسا لحركة "أمل" أن يمتشق "كلاشينكوف" ويتوجه إلى إقليم التفاح ليعضد مقاتليه، ما يعني أن ظروف "القوات – التيار" ليست عصية على التوافق، بالرغم من عدم وجود راع على غرار إيران التي تمكنت من ضبط الصراع الشيعي، خصوصا وأن الثنائي المسيحي لا يشهد خلافا جوهرية عقائديا.
ما بدا نافرا بالأمس، أن التناغم السياسي الذي تجلى في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، لم تنسحب مفاعيله على علاقة "التيار" و"القوات"، فغرّد وزير الخارجية جبران باسيل بعد الجلسة على "تويتر": "خسّروا لبنان سنين وكلفوا الخزينة أموالا. المهم خلصت البطولات الوهمية وبقيت الخطة الحقيقية، هي ذاتها من الأوّل والباقي حكي. المهم التنفيذ من دون عرقلة لتتنفذ الوعود: 24/24 وصفر عجز".
وجاء الرد سريعا من نائب "القوات" عماد واكيم الذي قال تعليقاً على تغريدة رئيس التيار: "معاليك بيكفي، سئل الحكيم اليوم فأجاب أنه انتصار للحكومة، وهو ايضاً بداية نحو محاولة إنقاذ الاقتصاد. اما في المضمون، أنا اقول لك أنك منذ عشر سنوات وانت تعرقل لأنك ضد إنشاء المعامل ومغروم بالبواخر وقد كلفنا غرامك هذا حوالي 30 مليار دولار انت مسؤول عن هدرها".
ودخلت وزيرة "القوات" مي شدياق على خط السجال قائلة بأن "ليس هناك من فريق منتصر على آخر في اقرار خطة الكهرباء ونتمنى ان نكمل بالمسار عينه وحريصون على انقاذ البلد بما هو فيه انما بالطريق المستقيم". أما رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع فقال بعد اجتماع تكتل "الجمهورية القوية": "سمعنا بعض الأصوات تتحدث عن عرقلة القوات لخطة الكهرباء. لدينا وزيران في اللجنة الوزارية فهل كان المطلوب أن نبصم على الخطة دون مناقشة؟".
يهمنا في هذا المجال، ألا يظل لبنان محكوما بسجال "الأخوة"، وما لا بد من قوله أنّ ليس ثمة بطولات لأحد، وإقرار خطة الكهرباء جاء انتصارا يسجل لـ "سيدر"، مع وجود "شرط" يقضي بضرورة التوصل إلى وقف عجز مؤسسة كهرباء لبنان!