تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- * " فادي غانم "
فتشنا عن عبارات تلخص ما آل إليه واقعنا السياسي والاقتصادي والإجتماعي طوال أسبوع كامل، فلم نعثر على ما يمكن توصيف حالنا المحكوم بالتعطيل والتأجيل والمراوحة، إلى أن أطل غبطة أبينا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس أمس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، ليقول ما نفكر فيه وما نهجس به بجرأة الراعي الصالح، المتوجس خيفة على كل لبناني يعيش ما "يكهرب" أيامه أبعد بكثير من ملف الكهرباء، خصوصا في تجلياته الأخيرة، من التوتر العالي في المنصورية – عين نجم إلى خطتها المفترض أن يبت فيها مجلس الوزراء اليوم.
قال غبطة أبينا الكاردينال ما يفكر به كل لبناني في هذه اللحظة السياسية المحكومة بتناقضات السياسة والأهواء وعقم الخلافات وتعدد المصالح، وكأن اللبنانيين رعيته الكبيرة، وهم كذلك، ولئن اختلفت منابع الإيمان فهي حتما تصب في بحر واحد، أي في هذا المدى الإنساني الأرحب، وقد أطل غبطته بهالة حضوره المتواضع على إباء وتقوى، واضعا الإصبح على جراحنا النازفة، وعلى مواضع الوجع فينا، فلمست كلماته أرواحنا المترنحة بين الخوف والخيبة، ولاقانا عند تخوم هزائمنا الداخلية ليمدنا بالقوة كي نظلَّ واقفين بنعمة الإيمان وقوة الرجاء.
"إن المسؤولين السياسيين المصابين بالعمى الداخلي يتسببون بمأساة الشعب"، بهذه الكلمات توجه صاحب النيافة إلى جمهور المؤمنين، نعم هم مصابون بـ "العمى الداخلي"، لأنهم، وبحسب أبينا الكاردينال أيضا "يتعامون داخليا وخارجيا عن حاجات هذا الشعب المتفاقمة، ولا يرون سوى مصالحهم وحساباتهم، من دون أن تعنيهم الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، أو من دون بذل الجهود اللازمة لمعالجتها".
وقدم أبينا البطريرك مطالعة نقدية سريعة حين أشار إلى مرور سنة كاملة على مؤتمر " سيدر " الذي أقرت فيه الجماعة الدولية تأمين أكثر من 11 مليار دولار أميركي، بين قروض وهبات، لمساعدة لبنان على تمويل مشاريع تهدف إلى إصلاحات عصرية في موازناته وهيكلياته وقطاعاته، وفي طليعتها موازنة 2019، التي لم تر النور بعد، والكهرباء التي نرجو إقرار خطتها أخيرا في جلسة الغد لمجلس الوزراء.
كلمات الكارينال الراعي اختصرت علينا الكثير من كلام، وثمة أيضا المزيد، لم نعبر عنه بعد، ونتمنى ألا يأتي يوم نضطر فيه إلى قول المحظور، ونندفع في اتجاه وضع الإصبع على فساد استشرى، وقمة الفساد أن نكون محكومين بهزال سياسي، ببعض شخوص في مسرحية ساخرة حتى "المسخرة"، يطنون أنفسهم أبطالا لتعويض حقيقة أنهم "كومبارس" طارئ ومارق، وكارثة الكوارث أن العمي الداخلي الذي أشار إليه صاحب الغبطة لا تضيئه ألف خطة كهرباء.
لأبينا الكاردينال تحية عطرة بالحب، فبالحب وحده نبني وطنا، ودونه نمضي إلى مهاوي الضياع!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"