تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
دول مترهلة، أنظمة جائرة مستبدة، ديموقراطية مسلوبة، رئيس على كرسي متحرك، وآخر دنا منه الـ "ألزهايمر"، وثمة من مس أطرافه الـ "باركنسون"، دول تلاحق مثقفيها وتودعهم السجون، صراعات على السلطة، مؤامرات داخلية، قتل وملاحقة النخب الإعلامية، محاصرة المفكرين والأدباء، اضطهاد وطغيان، مؤامرات وصفقات، ثروات تهدر وتضيع، تصفية المعارضين... ووو، ويُراد لنا أن نصدق أن ثمة دولا عربية تعيش في حاضرة العصر!
لا يمكن أن ننظر إلى القمة العربية في تونس إلا وأن نستحضر كل هذا السقوط ومعه أسباب الخيبات والفشل والإحباط، قبل أن تطالعنا وسائل الإعلام، خلال كتابة هذا المقال بخبر يفيد بأن أمير قطر غادر القمة قبل إلقاء كلمته ويتوجه إلى المطار، ولا شيء مفاجىء أو يفاجىء، فقط نفتقد في هذه القمة إلى الحضور الكاريكاتوري للرئيس الليبي الراحل (ملك ملوك أفريقيا) معمر القذافي، و"مومياوات" رحلت وأسقطتها شعوبها وابتليت بأعظم.
سترتفع أصوات جنائزية في القمة تنعي الإجماع العربي، ولا ثمة من يتوقع أي إنجاز باستثناء أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال الجولان العربي السوري يعتبر لاغيا ولا قيمة له، دون أية مفاعيل تلزم ترامب باحترام حقوق العرب ومشاعرهم، وسيكون الجولان منصة لتأكيد بعض الزعماء انتماءهم لعروبة ضائعة ومغيبة، وسنسمع صهيل المواقف واستشراسا في الدفاع عن فلسطين، فنحن أسياد الكلام ولا من يجارينا في قرض الشعر وفن الخطابة، لكن هل سيجروء المؤتمرون على إعلان موقف "رسمي" رفضا لـ "صفقة القرن" ووقف التطبيع مع إسرائيل واستقبال رئيس وزرائها ومسؤوليها في "بلاد العُرب أوطاني"؟
إن الإجابة عن هذا السؤال تعني أن الموقف من الجولان المحتل ليس بأكثر من تمويه لتبرير الهزال العربي، ونكتفي بـ "الهزال" كي لا تأخذنا الصدمة إلى استخدام مفردات لا تليق في هذا المقال وإن كانت تصح حكما في توصيف ما هو أكثر من هزال، إسهال في المواقف وإمساك في العمل، ولا علاج شافيا لكل هذا التلبك الرسمي المعوي! ولا ننسى "البروستات السياسي" كم هو عقيم أيضا.
لا نجد ما يلخص واقعنا العربي المتهالك والمأزوم إلا مثلا شعبيا لبنانيا، والأمثال فيها الكثير من العبر غالبا ما تستحضر العبرات تجرِّح مسارب الدمع في العيون، من ينتظر شيئا من قمة تونس، ووفقا للمثل اللبناني "يا طالب الدبس من .... النمس"!