تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كما كان متوقعا، احتلت قضية الجولان العربي السوري المحتل مساحة كبيرة من كلمة الأمين العام لـ " حزب الله " السيد حسن نصر الله ، فضلا عن الموقف من زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لبيروت، وهي غير منفصلة عن سياق التهديدات الأميركية، في ظل ما شهدت المنطقة العربية من تطورات، خصوصا بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة أبدية لإسرائيل.
قبل الإطلال على مضمون كلمة السيد نصر الله، يجب الإشارة إلى أن هذا "الجنون" الأميركي لم يلقَ رداً من الدول العربية عموما والخليجية على نحو خاص، اللهم إلا ما رحم ربي، بيانات واستنكارات، وعلى مستوى بعض الدول كان الموقف الرسمي مريبا، صمت وسكون وكأن قادتها "على رؤوسهم الطير"، بمعنى أننا لم نشهد وسط هذه الردود ما يرقى إلى مواجهة مثل هذه المصادرة للقدس وما تمثل من رمزية دينية لنحو نصف سكان الأرض (مسيحيين ومسلمين)، وهذا مؤشر على أن "صفقة القرن" ماضية ولا من يوقفها باتجاه التطبيع مع إسرائيل، خصوصا وأن مسؤولين إسرائيليين حلوا ضيوفا أعزاء في بعض العواصم العربية.
وقبل الإطلال على كلمة السيد نصر الله أيضا، ثمة ما لا بد من قوله، إن التطبيع مع إسرائيل في صفقة مشبوهة تستهدف المملكة الأردنية الهاشمية أيضا، سقط ولن تقوم له قائمة، ومن انضووا مرحبين ومهللين لهذه الصفقة لن يكونوا في منأى عن تداعيات ما تبنوا وخططوا وطأطأوا الرؤوس مرضاة للحليف الأميركي، ونعلم كيف رفع ترامب العصا مهولا ومحذرا لتُغدقَ عليه العطايا والبركات، ومن يقدم إيران على إسرائيل ويرفعها إلى مرتبة العداء للعرب وفلسطين، هو في مكان أضاع البوصلة، وكي لا يفهم الكلام على غير ما يحتمل، وكي لا يجفل بعض اللبنانيين نؤكد أن لبنان لا يتقصد حضن إيران، وإنما يجب ألا يسير في ركاب من قرروا معاداتها، وهنا الكلاك مفهوم لا يحتمل بعد تأويلا واجتهادا.
لا يمكن للبنان أن ينأى عن القدس والجولان فيما بعض أراضيه تحت الإحتلال، فما الذي يمنع ترامب في غمرة الانفعال المصلحي والحب غير المشروط لحليفته إسرائيل أن يعلن مزارع شبعا والغجر والقرى السبع أراض إسرائيلية؟ السؤال يظل ناقصا إن لم نلحقه بسؤال آخر، كيف سيكون رد المهللين للإجراءات الأميركية من قوى الرابع عشر من آذار وغيرهم؟
من هنا، نجد أن الإجابة واضحة وقد جاءت على لسان الأمين العام لـ " حزب الله " حين قال: "القرارات والمؤسسات الدولية ليست قادرة على حماية أي حق من حقوق الشعوب بما فيها استعادة أرض محتلة، ولا يمكن أن يفعلوا شيئا سوى الإدانة والإستنكار، ولهذا الأمر عبرة ودلالات مهمة، لا بل أعرب عن سعادته "أن يعتبر بومبيو أن (حزب الله) هو عقدته، في الشكل هذا لا يزعجنا بل يسعدنا".
رائع أن يكون " حزب الله " عقدة الأميركي، وهذا مدعاة فخر للبنان، خصوصا وأن الولايات المتحدة سلبت أرضا عربية ولو حملت توقيعا بحبر المؤامرة!