تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
لن يشارك رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان في "قداس التوبة والمغفرة" في بلدة دير القمر الشوفية، مستذكرا الشهداء بطريقة خاصة، صوب فيها على "القوات اللبنانية" ونأى بـ "التيار الوطني الحر" مراعاة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل، معلنا "الحمد لله نحن و(التيار الوطني الحر) ليس لنا علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالتوبة والمغفرة"!
القداس لتكريس المصالحة يا "مير"، لتعزيز التواصل والانفتاح والتلاقي، وأيا كانت الأسباب والاعتبارات فليس ثمة ما يستدعي "التهشيم" بجهد بذل من أجل ترسيخ العيش الواحد، وكان يمكنك عدم الحضور دون استدرار عطف من فقدوا أحبة وأعزاء، ليبدو الأمر وكأن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط قفز فوق الدماء والوجع.
سنتحدث بلغة الحرب، أين كنت يا "مير" يوم استعاد وليد جنبلاط الشحار الغربي بعد المجزرة المشؤومة؟ وأين كنت يوم أعاد للدروز كرامتهم يوم تقاطروا إلى قرى البنَّيه وعبيه وكفرمتى وحجوا إلى مزار السيد عَبدالله التنوخي (قدس سره)؟ وهل يجوز اليوم الحديث عن ماض طُوي بمصالحات وإعادة بناء وترميم وعودة التلاحم مرة جديدة؟ وهل "بتحرز" يا مير التصويب على معاناة مضت؟
ومن ثم ألا ترى أن هناك في الضفة الثانية للوجع أحباء جُرِّفت بيوتهم وكنائسهم وقضوا شهداء؟ أوليس نبش قبور الماضي يصب في غير مصلحة أبناء الجبل بسائر نسيجه الاجتماعي؟
أما في مَا قلت أَن ليس لنا علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالتوبة والمغفرة، نشير إلى أن من "كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر"، ولغة الحرب انتهت هنا، وجاء استحضارها لضرورة المقال لا أكثر ولا أقل.
الآن، لغة السلم، لغتنا الأجمل والأنقى، ولغة السلم تقول، من يتوانى عن بناء لبنة في صرح السلم الأهلي يكون كمن يصب زيت الفتنة على نار همدت ويريد إشعالها ولو بالعرض ودون قصد.
نيرون احترقت وعادت روما، الماضي أقبية ظلم وظلام وظلامة، الماضي لغة خشبية وتنكيل باللحظة المشرعة على التوبة.
كل لبناني مدعو للتوبة اليوم وللمغفرة دائما، كل لبناني يجب أن يكون منذورا للمحبة والسلام، وما كنا نتمنى أن تأخذك حسابات السياسة إلى ما ينغص على الجبليين لحظة أرادها وزير المهجرين عامرة بالرجاء من أجل راحة الشهداء، كل الشهداء.
التوبة والمغفرة يا مير!