تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- * " فادي غانم "
ليعذرنا وزراء البيئة، ولسنا الآن في موضع نقد تجاربهم في الوزارة، لكن ما تلمسناه مع وزير البيئة فادي جريصاتي قادنا دون قصد وتعمد للمقارنة، وهذه المقارنة فرضت نفسها ولم نستحضرها، حتى بات في مقدورنا القول أنّه للمرة الأولى في لبنان، ومنذ استحداث هذه الوزارة السيادية بامتيازا وأم الوزارات أيضا أن ثمة وزارة بيئة فعلا، ولا ننتقص من وزراء سابقين، ونعلم أن ثمة جهدا بذل، وبات لدى الوزارة قاعدة بيانات وهيكلية تنظيمية، لكن لم نر تصديا لملفات كبيرة، ونعلم أكثر أن هناك وزراء مروا مرور الكرام على وزارة البيئة، وكانوا إما ترضية من وصاية وإما مجرد حصة في لعبة التوازنات والتقاسمات.
في مطالعة الوزير جريصاتي اليوم لملف المقالع والكسارات ما يشي بأن مواجهة الفساد لم تعد ترفا من باب رفع الشعارات، وما ساقه من معطيات يؤكد أن أمورا كثيرة ستسلك طريقها نحو المعالجة، وإن كنا نعلم أن "المعركة" لن تكون سهلة، خصوصا في مَا له صلة بقضية بحجم الكسارات والمقالع والمرامل، وقد لا نحتاج في هذه الفترة لهدم أبراج الفاسدين، لكن على الأقل نريد أن تتصدع بما يسهل سقوطها لاحقا.
ونعلم أكثر أن "كارتيلات" المال المتأتي من "الذهب الأبيض" أي البحص، ومزاريب "الذهب الخالص" أي الرمول، ستدافع حتى الرمق الأخير عن مصالحها، وستوظف من يعتاشون من هذا القطاع في معركتها (استغلال لقمة العيش) ولا سيما أصحاب الشاحنات، علما أن ليس المطلوب إقفال كافة الكسارات، وإنما إبعادها عن المناطق الآهلة، وإن تطلب ذلك قطع مسافات أطول فذلك يمكن تحصيله برفع كلفة النقل، فضلا عن أن المطلوب تنظيم هذا القطاع والتزام المستثمرين بالشروط البيئية (تجليل، إعادة تحريج، تشغيل ماكينات تبدد الغبار... الخ)، ودراسة مسبقة للأثر البيئي، وليس على قاعدة الدراسة التي أنجزت في سبيل الاستحصال على رخصة لمصنع اسمنت ومشتقاته في أعالي عين دارة.
يهمنا يا معالي الوزير أن تعلم بأننا اللبنانيين الذين اكتووا بتجارب سابقة وحاصرهم التلوث وأخذ منهم الموت بالسرطان أحباء وأعزاء جميعهم معك، وهذا الملف كما سائر الملفات البيئية تنتظر همة أمثالك من أناس محضوا لبنان الحب، ويسعون لاستعادته من براثن حيتان المال.
هي معركة يا معالي الوزير، خصوصا وأنه قبل سنوات عدة لم يتورع مسؤول نافذ في الدولة عن ممارسة نوع من "البلطجة" داخل الوزارة، وهي معركة لبنان الذي نريده على قامة جبالنا، أو للأسف ما بقي منها وما بقي من أحراج وغابات.
ويكفينا اليوم شعورنا بأن وزارة البيئة حاضرة وقادرة على مواجهة الفاسدين ومواجهة سائر الوزارات إن تقاعست، وأي مسؤول إن تلكأ!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"