تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
هو ابن الفساد وسليل وصاية، ليس بالضرورة أن تكون سورية، فالأوصياء كثر والحمدلله، وهذا الـ "هو" ليس فردا بعينه أو أنفه، ولا مسؤولا بشحمه ولحمه، هذا الـ "هو" نقصد به أولئك الذين ابتُلينا بهم في غفلة من زمن، ومن يظن أنه معني فبالتأكيد لا نقصده بعينه ذاتها والأنف إياه، لأن كل هؤلاء الـ "هو" لا نراهم أساسا لأننا ما اعتدنا أن ننظر إلى تحت، لكن ربما أن أحد هؤلاء الـ "هو" قد "نعرته" عَرَضَاً ودون قصد "مسلة تحت الباط"، فليسامح ويصفح على قاعدة تقربنا من الإيمان القائم على الصفح والتسامح، بمعنى "من نعرك في إبطك الأيسر إرفع له الأيمن"، وطالما أن "المسلة تحت الباط" يكون من السهل تحملها، هكذا يقولون، لأن العبرة ليست في "المسلة" ذاتها وإنما في أين نعرت وستنعر.
هذا الـ "هو" ربيب الفساد منذ نعومة أظافر قدميه، ورضع حليبا صناعيا انتهت مدة صلاحيته، ولذا لم "يكاغِ" يوما وهو رضيع، معوضا علينا أنه راح "يكاغي" على كِبر، وأقصى ثقالة الدم ساعة يقلد من وخط شعر رأسه الشيب طفلا في مرحلة الرضاعة، طبيعية كانت أم صناعية.
وثمة أكثر من "هو" يعيش بين ظهرانينا، وما عليكم إلا أن تحزروا وإن كان ذلك صعبا بعض الشيء ودونه مشقة وتعب، والأمر يتطلب التوغل في علم الجينوغرافيا، فالفساد على سبيل المثال، وفي واقعنا العائلاتي في لبنان قد يكون عبارة عن طفرة جينية، أو أن "جينة" الفساد تنتقل بالإرث، وإلا كيف نفسر ظاهرة الفساد وهي تتوالد من جيل لآخر؟ سؤال وجيه، نضعه برسم علماء نجحوا في إنجاز الخطوة الأولى على طريق إعادة "الماموث" المنقرض في أقاصي سيبيريا منذ عشرات آلاف السنين إلى الحياة، ونتمنى ألا يلهم الله العلماء في ترميم بيضة ديناصور أو استنساخه، وهذه الخطوة عديمة الجدوى، فلدينا في لبنان ديناصورات عصية على الانقراض، فما الحاجة لاستنساخها؟
أما الـ "هو" المقصود، وقلنا ان ثمة أكثر من "هو"، فلم يبلغ مرحلة الديناصورية بعد، ولكنه على الطريق، المهم أنه "طلع من البيضة"، والديناصورية مسألة وقت لا أكثر، فافرحوا يا لبنانيين، فمعادلات العلم في وطن الأرز يبدو أنها معكوسة، ديناصورات تتوالد وتتكاثر ونحن مآلنا الإنقراض، وهللويا هللويا، أو لنهلل بالعربية الفصحى "يار رب ارحم... يا رب ارحم" والله أرحم الراحمين!