تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
فيما يتطلع اللبنانيون إلى يوم الخميس من هذا الأسبوع، مواكبةً لجلسة مجلس الوزراء، تظل الأيادي على القلوب توجسا من سيء مضى ومن أسوأ قادم، وما يُقرأُ بين السطور أن لا توافقا على الحد الأدنى لجبه الأزمات والتصدي لعثرات الاقتصاد، وإذا كان المكتوب يُقرأ من عنوانه فلا يحملنا أحد استحضار التشاؤم، فهو حضر "دون جميلتنا"، وعلى صفيح ساخن بعد أن اختلطت الأدوار فلا عدنا نعلم حدود صلاحيات الوزراء ولا دور رئيسه، فالكل يغرد على هواه ويغني على ليلاه، وليل اللبنانيين سيطول أكثر من أي عتمة مضت.
لنعد قليلا إلى الوراء، لم نعرف التفاؤل إلا بإنجاز أكبر صحن حمص أدخلَنا إلى العالمية من بوابة كتاب "غينيس" للأرقام القياسية، وما عدا ذلك خيبات على "مد عينك النظر"، كل الحكومات سقطت في الامتحان، وليس ثمة حكومة واحدة بددت قليلا من وجع اللبنانيين، ولا نتحدث عن إنجازات "ورقية"، وإنما نتحدث عن الكهرباء، المياه، الطرقات، التلوث، النفايات، الفساد السياسي والإداري، الرشى والسمسرات، وما إلى ذلك مما لا يحصى من عثرات وفوضى، حتى أننا صرنا نبحث عن بقايا تفاؤل "بالسراج والفتيلة" وتساورنا مخاوف من أن نصل يوما نبيع فيه "اللي تحتنا واللي فوقنا".
ولمن لا يعرف هذا القول الشعبي بمدلولات خبرها الأجداد في زمن القحط والمجاعة منذ أيام "سفر برلك" السيء الذكر، نقول ان ما فوقنا هو "اللحاف" الذي نتدثر به، وما هو تحتنا هو الفراش الذي ننام عليه، وساعة يضطر المواطن أن يبيع ما فوقه وما تحته يكون قد وصل إلى بيع آخر ما يملك، وعندها لن يتوسد إلا الصخور ولن يلتحف إلا السماء، أما بالنسبة لـ "السراج والفتيلة" فصار بالإمكان الاستغناء عنهما، فمن "إنجازات" حكومات ما بعد "الطائف" أنها وعلى سبيل المثال لا الحصر، عجزت عن حل أزمة الكهرباء وشرعت المولدات الخاصة بتسعيرة رسمية، وهذا إنجاز يضاف إلى الحمص بطحينة، وأيضا إلى أكبر "سيخ شاورما" رددنا من خلاله على فرمانات الباب العالي العثماني وما ألحق بنا من ويلات ومآس.
يوم الخميس المقبل سنتعرف إلى أين تتجه سفينة الحكومة ، وما إذا كانت ثمة إرادة لإصلاح الثقوب في بدنها المعطوب قبل أن تمتلىء بماء يغرقها في بحر تتلاعب أنواؤه بمصائر اللبنانيين وهم لا يملكون إلى "النارجيلة" ليواجهوا عاديات الزمن، ولا مانع من صحن فول ومنقوشة زعتر!