تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– قسم السياسة الخارجية
في دردشة مع ناشط بيئي أميركي في أحد المنتديات الدولية حول المناخ، لم يجد حرجا في توصيف رئيس بلاده على أنه "تاجر"، وفي سياق نقده للسياسة الأميركية في موضوع تغير المناخ وعدم اعتراف الرئيس دونالد ترامب بما أثبته العلماء حول العالم من أن البشرية تسير نحو الهاوية إن لم تتدارك ظاهرة الاحترار العالمي، أشار الناشط الأميركي إلى أن ترامب يقارب السياسة الأميركية وكأنه يدير واحدة من مؤسساته العقارية والتجارية.
ما يهمنا في هذا المجال ما هو على صلة بزيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى إسرائيل ولبنان والكويت الأسبوع المقبل، خصوصا وأن على جدول أعماله إجراء محادثات مع زعماء قبارصة ويونانيين في القدس المحتلة بشأن أمن الطاقة في البحر المتوسط، وبحسب روبرت بالادينو المتحدث باسم الخارجية، فإن بومبيو سيجتمع في إسرائيل مع زعماء قبارصة ويونانيين لمناقشة تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وفي مكان ما، "عين" الأميركيين على الغاز اللبناني بالتشارك والتكامل مع إسرائيل، ما يعني أن ثمة تجارة ومصلحة لا نعلم كيف ستترجم، وما هي الأجندة الأميركية حيال هذا الموضوع، وهي بالتأكيد لا تلحظ مصلحة لبنان، وإنما مصلحة ربيبتها إسرائيل.
بالتأكيد، لن تكون زيارة بومبيو "تجارية" فحسب، فثمة أمور لا بد من معالجتها والتطرق إليها، وهي تدنو من أن تكون تجارة وفقا للمصالح الأميركية في المنطقة، وبحسب مصادر رسمية، فإن لبنان يعرف ما سوف يطرحه على الوزير الأميركي، وهنا ثمة ثلاثة عناوين أساسية، أولها معالجة موضوع النازحين السوريين، وثانيها موضوع الحدود البحرية والبرية بين لبنان وفلسطين المحتلة وكيفية ضمان حقوق لبنان السيادية على أرضه وبحره، وثالثها موضوع العلاقات الثنائية بين البلدين وما قد يتفرع عنها من أمور سياسية قد يطرحها الجانب الأميركي، ولكن في كل الأحوال يبقى ثمة ترقب حيال ما سيحمله الوزير بومبيو من مواقف يتم الرد عليها في حينها.
بالتأكيد لا يمكن للبنان أن يغدق هدايا بالجملة على الأميركيين مستجديا عطفهم، وهو في غنى أساسا عن عطف ومسايرة، فحقوقه واضحة في ثرواته، وهذا لن يكون موضع جدال، لكن لا يلغي ذلك أن ثمة "عينا" أميركية على ثروة الغاز وهي تسعى لتجييرها لإسرائيل، وهذا ما يؤكد أن السياسة الأميركية غدت مع الرئيس ترامب شكلا من أشكال التجارة، وستؤكد زيارة بومبيو كذلك هذا الجانب المتعلق بالتجارة الأميركية في الشرق الأوسط، فلننتظر ونرَ!