تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
يستعد لبنان الرسمي الأسبوع المقبل لاستقبال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو ، والزيارة مهمة في حدود ما يحفظ للبنان استقلاله وسيادته وكرامته، وما عدا ذلك من الضروري أن يحظى لبنان باهتمام دولي وأن يكون فاعلا في محيطه وأبعد أيضا، خصوصا وأنه بات في صلب أزمات المنطقة والعالم، لا سيما وأننا مقبلون على مرحلة صعبة إقليميا ودوليا، ولعل أبرزها ترسيم نفوذ ومصالح القوتين العظميين - روسيا وأميركا - في المنطقة، فضلا عن أن ثمة استحقاقات داهمة من بوابة أزمة النازحين السوريين.
وحيال ذلك، بات مؤكدا أن لبنان مقبل على تظهير الانقسام السياسي الحادّ بشأن ملف النازحين السوريين وغيره من القضايا، ولعل المشهد أمس واليوم يعبر بدقة عن هذا الانقسام، فمن ناحية طالب رئيس الحكومة سعد الحريري في مؤتمر بروكسل دعم "المجتمع الدولي" لقضية النازحين ، ومن ناحية ثانية اعتبر وزير الخارجية جبران باسيل من بيروت أن مؤتمر بروكسل أداة لإبقاء النازحين في لبنان، وهذا يعني غياب التوافق الرسمي مع ما يترتب على ذلك من تبعات ليست في مصلحة لبنان.
ومن هنا، ومع الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركية بات من الضروري "لملمة" الخلافات وإعادة ترتيب البيت الداخلي لنواجه التحديات المقبلة بموقف موحد جامع، كي لا نعطي انطباعا للموفدين الدوليين بأننا منقسمون ما يؤثر سلبا على صورة لبنان، وهنا على جميع المسؤولين أن يدركوا حجم التحديات المقبلة، وهذا يعني أنه من غير المسموح أن يكون ثمة خطابان يعبران عن موقف الدولة، خصوصا وأن ثمة من يراهن على زيارة بومبيو لتمارس الولايات المتحدة ضغوطا على " حزب الله ".
لقد كان الرئيس العماد ميشال عون واضحا حيال هذا الأمر لجهة تأكيده أن "حزب الله" جزء من الشعب اللبناني وممثلا في الحکومه ومجلس النواب، وهذا ما أثار استياءً أميركيا من الموقف اللبناني الرسمي، لجهة أن الرئيس عون ووزير الخارجية جبران باسيل يتماهيان مع موقف الحزب ويقدمان تبريرات "غير مقنعة" حيال الحزب تحتضنه وتتبنى توجهاته وتتجاهل حقيقة "تعاظم قوته وتهديده الدائم لبنية الدولة اللبنانية"!
إذا كان ثمة استياء أميركي من موقف " حزب الله " أوليس من حق اللبنانيين أن يسألوا لماذا لم تعبر أميركا يوما عن استياء من دور إسرائيل وما تسببت به من قتل ودمار طاول لبنان طوال عقود مضت؟
لقد بات واضحا أن بومبيو سيناقش مع المسؤولين اللبنانيين مسألتي " حزب الله " والغاز البحري، وهنا، لا يمكن إشاحة النظر عن أن "حزب الله" يمثل عامل قوة للبنان كي لا تستباح ثرواته من نفط وغاز، ولا ما يمنع من أن يسمع السيد بومبيو كلاما صريحا ومرة جديدة، ووجها لوجه بأن "حزب الله" شأن داخلي.