تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كيف لنا أن نقنع غلاة قوى الرابع عشر من آذار، أو من بقي منهم، بأن ثورة ذلك اليوم المشهود في تاريخ لبنان الحديث إنتهت بتحرير لبنان من الوصاية السورية، مع ما رافق ذلك من تبادل سفراء بين لبنان وسوريا، وأن ما بعدها منابر وخطابات ومواقف.
14 آذار محطة سياسية وعبرت، بدليل أنه ما إن انتفت موجبات التصدي للوصاية تشرذم "المناضلون" باستثناء من يحاولون بث الحياة في الجسد الميت، أي أن مبرر وجودها كحركة "استقلالية" لم يعد موجودا، ومن هنا، شكلت هذه الثورة منعطفا استحضر الانقسام الداخلي، وكلنا يذكر كيف تم تعطيل البلد بين شارعين، وحكمتنا أوهام "الآذاريين" في 8 و14 آذار وما تزال.
وكيف لنا أن نقنع صقور 14 آذار بأن من ائتلفوا على مواجهة الوصاية يمثلون "موزاييك" سياسي وطائفي كان من المستحيل أن يصمد ويستمر، بمعنى أن عوامل الانقسام كانت موجودة أصلا، وهذا ما حصل مع أول استحقاق، وكان النائب السابق رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط أول من تنبه إلى أن حركة 14 آذار كإطار سياسي وتنظيمي باتت مقيدة بأجندات كثيرة، فكان أن أعلن انفصاله عنها، وفي مراجعة نقدية لتلك المرحلة، نجد أن جنبلاط كان على حق برغم كثيرة منتقديه سابقا واليوم.
وسقوط 14 آذار لا يعني أن قوى 8 آذار قادرة على توفير ديمومتها دون مظلة "حزب الله"، ولو لم تكن هذه المظلة موجودة لتفرق من انضووا في رحابها فرادى وزرافات، فضلا عن أن 14 و8 استحضرا انقساما طائفيا، وهذا يعني سقوطهما في وحل السياسة اللبنانية، بمعنى أن الاصطفاف بين خطابين وشارعين جاء ليؤكد أن المطلوب سقوف أخرى، وما نزال منذ نحو تسعة عشر عاما أسرى توجهات "خشبية" كرست الانقسام الطائفي وأوصلت لبنان إلى حافة الخراب.
من هنا، فإن أي حركة سياسية تفضي إلى التشرذم وتكريس الانقسام بين اللبنانيين مآلها الزوال، عاجلا أم آجلا، ولا ننتقص في مناسبة الرابع عشر من آذار من تضحيات اللبنانيين وبينهم شهداء وجرجى، لكن نقول أنّ 14 آذار كحركة سياسية أدت قسطها للعلى كمحطة آنية وليس كمسار سياسي، ما يعني أن ثمة ضرورة الآن لحركة سياسية قادرة على ملاقاة تحد أساس يبقى متمثلا في أن يتوحد اللبنانيون تحت سقف مصالحهم.